Résumé:
تُعدّ الصحة المدرسية من الركائز الأساسية في تحقيق بيئة تعليمية آمنة وسليمة، لاسيما في ظل تنامي التحديات الصحية التي يواجهها التلاميذ داخل المؤسسات التربوية سواء من حيث انتشار الأمراض والأوبئة أو تزايد الحوادث التي تهدد سلامتهم الجسدية والنفسية.
من هذا المنطلق، ركزت الدراسة الحالية على واقع وحدات الكشف والمتابعة الصحية المدرسية من وجهة نظر أولياء التلاميذ من خلال تقييم مستوى رضاهم عن الخدمات المقدّمة، ورصد الصعوبات التي تعيق فاعلية هذه الوحدات إضافة إلى جمع مقترحاتهم بشأن سبل تحسين أدائها.
تهدف هذه الدراسة إلى إبراز أهمية الدور الوقائي والعلاجي الذي تضطلع به وحدات الكشف الصحي في الوسط المدرسي والتأكيد على ضرورة تعزيز الوعي لدى الأولياء بأهمية الاستفادة من خدماتها لضمان متابعة طبية منتظمة للتلاميذ بما يدعم الصحة النفسية والجسدية كشرط أساسي لنجاح العملية التربوية.
اعتمدنا في هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي مع استخدام أداة الاستمارة الموجّهة إلى عينة من أولياء التلاميذ حيث تم جمع المعطيات وتحليلها قصد استخلاص مؤشرات واقعية تساعد في تشخيص واقع هذه الوحدات وتوجيه التدخلات المستقبلية.
أظهرت النتائج تفاوتًا في مواقف أولياء التلاميذ، بين من عبّر عن رضا نسبي تجاه مستوى الخدمات ومن أبدى استياءً بسبب ضعف التجهيزات، نقص التوعية، وغياب التنسيق بين المؤسسة التربوية والقطاع الصحي.
كما كشفت النتائج عن حاجة ملحّة لتطوير أداء هذه الوحدات وتوسيع نطاق تدخلها داخل الوسط المدرسي.
كما تتمثل القيمة المضافة للدراسة في إبراز أهمية التكامل بين المدرسة والأسرة في المجال الصحي، واقتراح آليات لتعزيز هذا التكامل بما يسهم في إرساء بيئة مدرسية داعمة للصحة والتعليم معًا.
وتُعد التوصيات المقدّمة نقطة انطلاق يمكن البناء عليها من قِبل الجهات المختصة لتحسين جودة الخدمات الصحية المدرسية.