فلسفة الثورة وتطبيقاتها عند بخاري حمانة

Abstract

حاول الاستعمار الفرنسي هدم مبادئ الهوية الوطنية وطمس معالمها بكل الأشكال، فالعملية الاستعمارية، وإن دعت في أهدافها إلى التمدن والتحضر والترقية، فهي دون شك، حملت في نواياها العدوانية والعنصرية والشراسة. يحاول المفكر بخاري حمانة من خلال كتابه "فلسفة الثورة" أن يحدد المعالم والأسس الفلسفية لثورة التحرير الجزائرية. حيث يؤكد أنهاقامت أمام تعسف وغطرسة المستعمر وإرهابه اليومي وتفوقه المادي. كما أن الثورة الحقيقية لا تكون إلا بالفكر والعمل الموحدين لكل فئات الشعب الجزائري، الاجتماعية والسياسية، بعيداً عن أي عمل فردي أو جهوي، فقد استمدت روحها من التاريخ الإسلامي المجيد وأنه لا حاجة للحديث عن الثورة وإسلاميتها، لأنه يكفينا دليلاً أن كل فرد جزائري كان يعلم أن ثورة نوفمبر إسلامية شعارها (الله أكبر)، في حين قد تؤخذ (فلسفة الثورة) بمعنى آخر، على أنها فلسفة تحرير شامل للإنسانية من الاستعمار عن طريق الكفاح الوطني المسلح، فقد كانت فلسفة الثورة أصدق دليل للأمة وأنجع فعلٍ لها في مسيرتها نحو مستقبلها ونحو انبعاثها. حيث يؤكد المفكر بوخاري حمانة في كتابه "فلسفة الثورة" على أنـها قامت على خمسة محاور أساسيةوهي :التفاؤل، الوضوح، العمل، الديمقراطية، والتكامل. ويعد التفاؤل أول الأسس لفلسفة الثورة، فهي حسبه نظرة متفائلة، واعية للإنسان والكون، إنها فلسفة الأمل ترغب في تحقيق تلك الحرية انطلاقا من إيـمانها الراسخ بالاستقلال، وعلى هذا الأساس، ومنذ أول لحظة لاندلاع حرب التحرير، التزمت فلسفة الثورة الجزائرية بالوضوح باعتباره المعيار الحقيقي لأي ثورة، وقد كان من البديهي أن يكون العمل الثوري المباشر الهدف النهائي لذلك التفاعل الواعي ولذلك الوضوح الملتزم، حيث إنه وحده القادر على صنع الثورة. كما كانت الديمقراطية، حسب بخاري حمانة، الثمرة الطبيعية، بل والحتمية، لتنظيم مثل جبهة التحرير الوطني، الذي وجد فيه المناضلون هيكلاً معبراً عن حماسهم، وإطاراً ملائماً لما كانوا يريدون وهو الحصول على الاستقلال والتحرر من الاستعمار الغاشم. وعليه فإن هذه النظرة الشمولية والمتكاملة هي التي مكنت لفلسفة نوفمبر من جعل كل تلك الأسس والمبادئ والقيم والأفعال تتلاقى وتتفاعل وتندمج وتتكامل في تلك الثورة التحريرية .. ثورة نوفمبر.