Résumé:
تحلل الأطروحة إمكانية التعاون الدولي السعودي ــــ الإيراني في ظل المعضلة الأمنية، استنادا إلى إطار نظري واقعي بنيوي، المعضلة الأمنية ظاهرة أو حالة تؤدي فيها محاولة دولة زيادة أمنها ، بدافع الخوف والشك المتبادلين، إلى تقليل من أمن لآخرين. تشير النظرية الواقعية البنيوية إلى الفوضى الدولية كمتغير تفسيري رئيسي للمعضلة الأمنية، في ذات الوقت تقر الواقعية البنيوية بفرعيها الدفاعي عن إمكانية التعاون في ظل المعضلة الأمنية بعيدا عن اعتبارات الغش والهجومي الذي يقر باستحالة التعاون في ظل المعضلة الأمنية لأن هذه الأخيرة ظاهرة معقدة تشجع على بناء بيئة تنافسية بين الدول.
شهدت ملامح منطقة الخليج العربي على مدى العقدين الماضيين تحولات جوهرية أثرت على ميزان القوى في المنطقة، بعد سقوط العراق بقي ميزان القوى محصور في السعودية وإيران إضافة إلى الولايات المتحدة كموازن للقوة بينهما في المنطقة. تبحث الدراسة في التفاعل السعودي الإيراني في سياق المعضلة الأمنية، عرفت العلاقات السعودية ـــ الإيرانية مجموعة من المتغيرات البنيوية التي أثرت على نمط العلاقات التي تأرجحت بين التعاون والتنافس.
من أجل فهم المعضلة الأمنية السعودية الإيرانية وإمكانية التعاون، من الضروري التطرق للسياستين الخارجية السعودية ـــ الإيرانية، وتحليل إستراتيجيات الدفاع والأمن السعودية ـــ الإيرانية المتبادلة والتحقق في تصورات التهديد الإقليمية. ساهم الوضع الأمني في المنطقة (صراعات مختلفة مثل الأزمة في سوريا واليمن والوضع في العراق بما في ذلك الحروب بالوكالة وبرنامج إيران النووي ) في زيادة حدة التنافس الاستراتيجي السعودي الإيراني على النفوذ في المنطقة. على الرغم من التحديات الأمنية التي تواجه العلاقات السعودية الإيرانية لكن تبقى إمكانية التعاون الدولي بين الدولتين ممكنة لكن في إطار المنظمات الدولية.
من خلال استخدام نظرية اللعب " معضلة السجين" وجدنا أن أمام المسار التعاوني السعودي ـــــ الإيراني احتمالين: أولا التعاون ممكن بشرط الابتعاد عن اعتبارات الغش والخوف عدم الثقة. ثانيا الانشقاق، الدول دائما تنشق عن التعاون لعدم توافق مصالحهم الوطنية واعتماد الخيار التنافسي.
تخلص الأطروحة إلى أن مفتاح التخفيف من المعضلة الأمنية السعودية لإيرانية هو تعميق التفاعلات التعاونية بين الدولتين عبر تحسين السلوكيات الدبلوماسية.
