Résumé:
لا شك أن اهتمام الباحثين باللغة العربية في كل المجالات أمر محمود ومطلوب، ومن المجالات التي راعت هذا الاهتمام مجال الإعلام، حيث رصدنا من خلال وسائله الإلكترونية وتحديدا وسيلة "اليوتيوب" خطابات ثلاثة وزعتها حسب مستويات التحليل اللساني (الصوتي، والتركيبي، والدلالي، والتداولي(.
ومن الأهداف المتوصَّل إليها تحقيق التّكامل الوظيفيّ بين اللّغة والإعلام من خلال تحليل عيّنات من قناة الشروق عبر الوسيلة الإلكترونيّة "اليوتيوب" لضرورة حضاريّة، ومعرفة الأدوات والآليات المناسبة لتحليل مختلف الخطابات في الإعلام الالكتروني.
أما الإشكالية المناسبة لهذه الدراسة فهي: كيف أثَّرت وسائل الإعلام الإلكترونيّة في تشكيل بنية الخطاب العربي الجزائري؟. وهذا يدعو إلى وجود تساؤلات فرعيّة تخدم الإشكال الرئيس من قبيل: ما هو واقع اللّغة العربيَّة في وسائل الإعلام الإلكترونيّة؟، ما الخصائص الصوتية والتركيبية للخطاب العلمي وتحديدا مجال الطب في الجزائر؟.
وقد اعتمدت في معالجة الفصول على المنهج التّكاملي الذي يجمع بين مختلف المناهج والآليات مثل الوصفي، والمقارن، والتاريخي والتداولي...، حيث يكون أكثر شموليّة لوصف ورصد الخطابات في المجالات الثلاثة (العلميّ، والديني، والاجتماعي) استنادا إلى شرط المجانسة الذي يقضي بضرورة وجود تناسب بين المجال والمنهج المتّبع.
وقد توصّلت في النهاية إلى نتائج تحدّد فائدة الدّراسة أهمها: أن اللّغة العربيَّة تواجه أزمة نوعيّة في المجالات الثَّلاثة الَّتي تمّ التطرّق لها، فقد شهدت أشرطتها المعروضة عبر قناة الشُّروق "أونْ لاينْ" تحديدا عبر وسيلة "اليوتيوب" الكثيرَ من الانحرافات الصَّوتيَّة أداءً ومخرجا، والتَّركيبة صياغةً وضبْطا، كما حقّقت بكافّة مستوياتها (فصحى العصر وشبه الفصحى –العاميّة-) الغرضَ من أداء فكرة الحصَّة، وقرّبت الموضوعات لجميع الفئات، وقد رأينا ذلك متجليّا في المجال الدِّينيّ حيث انتَّظمت واسماتها الدّلاليَّة، واستقامت أشكال العلاقة السَّببيَّة في عرض الأحداث عرضا منطقيّا، كلّ ذلك بفضل ما أمدّه الدَّرس الدَّلاليّ من نماذج تطبيقية.
