Résumé:
إنَّ الله سبحانه وتعالى قد خلق الأرض مسخرة لخدمة البشر، حيث أتاح من خلالها موارد ومعايش تحقق احتياجات الإنسان الاقتصادية والاجتماعية، وقد أدرك المسلمون منذ بزوغ فجر الإسلام أهمية الأرض كعنصر حيوي في بناء المجتمع وتنظيم حياته الاقتصادية، ما جعلها محط اهتمام التشريعات والتدابير الإدارية.
يركز هذا البحث على موضوع "تدابير إدارة أراضي الدولة وآثارها في الإسلام من 1ه-132ه/ 622م-749م"، وهي فترة حافلة بالتطورات الإدارية والاقتصادية التي بدأت ملامحها منذ عصر النبوة، في هذا العصر المبكر وضعت الأسس الأولى لإدارة الأراضي بما يتماشى مع مبادئ الإسلام وتعاليمه، حيث اتسمت بالعدالة والمرونة، ومع انتقال الخلافة إلى بني أمية، شهدت هذه التدابير نقلة نوعية من حيث الإصلاحات والتنظيمات الجديدة التي تم استحداثها لتلبية متطلبات توسع الدولة بعد الفتوحات الإسلامية.
وقد تناول البحث بالدراسة والتحليل انعكاسات هذه التدابير على الدولة الإسلامية، سواء من حيث أثرها في تعزيز الاستقرار الاقتصادي أو دعم الدعوة الإسلامية، كما أظهر البحث كيف أسهمت هذه السياسات في تحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية والحفاظ على المبادئ الإسلامية، اختيار هذا الموضوع جاء من إيماني بأهميتة ودوره المحوري في فهم تطور الإدارة الاقتصادية للدولة الإسلامية وتأثيرها على حضارتها، مما يتيح لنا استلهام دروس قيمة يمكن الاستفادة منها في السياقات المعاصرة.