Résumé:
سعت السلطة العباسية خلال عصرها الأول اِلى النهوض بالنشاط التجاري، حيث اِتخذ الخلفاء جملة من القواعد والإجراءات في سبيل النهوض بهذا القطاع الهام وذلك من خلال المشاريع الهادفة اِلى تطوير التجارة من خلال تسهيل سبل سير القوافل التجارية وتأمين الطرق للتجار ومحاربة اللصوص وقطاع الطرق التي تمثلت في فئتي العيارين والشطار ومساعدة التجار من خلال منح القروض لتسهيل ممارسة أي نشاط تجاري مرغوب فيه وإلغاء الكثير من الضرائب.
وبرزت العديد من المراكز التجارية التي كان لها الأثر الكبير في تنمية النشاط التجاري للدولة العباسية خلال عصرها الأول وعلى رأسها مدينة بغداد الحاضرة الجيوسياسية للعالم الإسلامي خلال فترة الحكم العباسي، وكذا مدينتي البصرة والكوفة وغيرها، كما ظهر الدور المهم للأسواق باِعتبارها المكان الأخير الذي تجتمع فيه مختلف السلع والبضائع ومن خلاله تتم عملية الاِستيراد والتصدير أومايعرف بعملية التبادل التجاري مع مختلف الأقاليم والدول، وتباينت وسائل التعامل في الأسواق من خلال المقايضة السفتجة والصكوك وكل مامن شأنه يسهل عملية البيع والشراء التي نظمت من خلال مؤسسة الحسبة التي تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومحاربة كل مايدنس عملية التبادل السلعي المشروعة في الأسواق وكل ذلك اِرتبط بشخصية المحتسب.
ونتيجة لهذه المجهودات التي بذلها الخلفاء العباسيين الأوائل في سبيل تطوير التجارة ملتزمين من أجل الوصول اِلى غايتهم بمنهج الكتاب والسنة وعمل الصحابة والحرص على أن تكون جميع المعاملات التجارية تسير في الطريق الذي رسمه الشرع الإسلامي مبتعدين عن أي شبهة محرمة، وتطور النشاط التجاري كذلك بفضل اِزدهار النظام المصرفي وتوفر الأمن والاِستقرار المساعد على ممارسة التجارة في ظروف آمنة وكذا التخصص في كل صنعة الشيء الذي سمح بتنظيم الأسواق وسهل على المحتسب أمر مراقبتها وتسييرها.
