Résumé:
تهدف هذه الدراسة إلى تحليل أبرز الديناميكيات التي يشهدها أمن الطاقة في ظل المنافسة
الدولية المتزايدة، حيث تنطلق الدراسة من فرضية أساسية مفادها أن جميع الفاعلين سواء كانوا دوالا أو
جهات غير حكومية، يسعون عبر السياسة العالمية إلى تعزيز قوتهم إلى أقصى حد ممكن، وهذا
السعي المستمر نحو القوة يدفع هؤلاء الفاعلين إلى التركيز بشكل مكثف على المناطق الاستراتيجية
التي تعتبر أساسية لتعزيز نفوذهم واكتساب مصادر جديدة للقو ة.
تبرز منطقة بحر قزوين في هذا السياق كنقطة محورية ذات أهمية جيواقتصادية كبيرة، حيث
تُعد أحد أهم المناطق العالمية المنتجة لمصادر الطاقة، التي تحتوي على ثاني أكبر احتياطي عالمي
من النفط بعد الخليج العربي، فهذ ه الأهمية الجيوطاقوية جعلت بحر قزوين منطقة استراتيجية تسعى
القوى الإقليمية والدولية للسيطرة عليها لتعزيز أمنها الطاقوي، الذي يعتبر عنصر جوهري في السياسة
العالمية المعتمدة بشكل كبير على القوة والمصالح.
تعكس الديناميكيات الأمنية والاقتصادية المرتبطة ببحر قزوين مدى التشابك والتعقيد الذي
يميز المسرح الدولي اليوم، حيث تبرز استراتيجيات القوى الكبرى تجاه منطقة بحر قزوين بتعقيدها
وتداخلها الشديد، مما جعل المنطقة مركزاا للتنافس الدولي حول موارد الطاقة بما يعرف ب"اللعبة الكبرى
الجديدة" ) New Great Game ( بين الفواعل الكبرى، وهذا التنافس لا يقتصر فقط على السيطرة
على مصادر الطاقة، بل يمتد أي ا ضا إلى مسارات خطوط نقلها إلى الأسواق العالمية تحت ما يُعرف
ب"حرب الأنابيب" ) Pipelines War .)
بنا اء على ذلك لم تعد الطاقة مجرد مورد اقتصادي، بل أصبحت أداة استراتيجية في إدارة
التنافس الجيوسياسي من أجل الهيمنة العالمية، فالتحكم في مصادر الطاقة ومسارات أنابيب نقلها إلى
الأسواق العالمية يعني التحكم في التوازنات الجيواقتصادية الدولية، مما يمنح الفاعل المسيطر ميزة
استراتيجية تتيح له الهيمنة على النظام الدولي.