Résumé:
ينطلق التركيز على علم النفس السياسي في هذه المذكرة من زيادة الاهتمام بدور الأفراد والجماعات، خاصة مع السعي إلى إيجاد إطار أكاديمي لهذا العلم وتوظيفاته وضبط السلوك السياسي، ومحاولة تجنب الأخطاء التي ترتبط بحضور الفرد في الشأن السياسي، وكذا معرفة الامتداد النفسي لنشاط الدولة على المستويين الداخلي والخارجي، وفي جانب آخر فإنّ طلبة العلوم السياسية والدراسات الأمنية مهتمون ومعنيون أكثر من غيرهم بفهم الرابط بين تحقيق الأمن والاستقرار وتطلعات الدولة من خلال المعطى النفسي.
إنّ دراسة الحالة المعتمدة في المذكرة تحصر موضوع علم النفس السياسي في صميم امتداد جغرافي مركزه فلسطين المحتلة، التي تحولت بفعل جملة من الظروف المعقدة والخيانات الكثيرة إلى ما يسمى إسرائيل، هذه الدولة التي انخرطت في أسوأ حرب إبادة عرفها العالم في العقود الثمانية الماضية، وهو ما يحتم دراسة للخلفية النفسية الدافعة لهذا السلوك الإبادي، وخيارات مواجهة ذلك بعيدا عن الشعبوية والاستسلام للخطابات الإعلامية التي في أغلبها بائسة وانهزامية.
توصلت الدراسة إلى أنّ هناك حاجة الى علم النفس السياسي من مختلف زوايا الدراسة وذلك من خلال ترشيد السلوك السياسي وتحويل القيم والمنظورات التقليدية الى منظورات أكثر كفاءة وأيضا تجاوز النظرة التبسيطية في هذا الحقل، كما ينبغي الاستثمار فيه على المستوى الرسمي كما الأكاديمي، وإلحاقه بالمقررات الدراسية، وإنشاء الكليات والأقسام الجامعية التي تتبناه وتطوره، والجامعة الجزائرية أحوج ما تكون لذلك.