Résumé:
يعد تبادل المبعوثين الدبلوماسيين إحدى أقدم صور العلاقات الدولية فقد استقرت العلاقات الدبلوماسية بين الدول منذ زمن بعيد على تمتع المبعوثين الدبلوماسيين بحصانات، تكفل لهم الحرية والإستقلال في إدارة المهام الملقاة على عاتقهم ، والناتجة عن عملهم الدبلوماسيوقد استقر بشأن ذلك عدد كبير من القواعد ،حيث التزمت الكيانات الدولية في سنوات طويلة بإحترام هذه القواعد العرفية ،التي أصبحت فيما بعد الأساس لعدد من القواعد المقننة التي صاغتها لجنة القانون الدولي التابعة للأمم المتحدة في صورة عدد من الاتفاقيات الدولية.
يعتبر موضوع هذه الدراسة والمرسوم بعنوان "حصانة مقر للبعثة الدبلوماسية "موضوعا مهما بالمقارنة مع التطورات والتغييرات التي يعرفها العالم والتي شهادتها العلاقات الدبلوماسية، حيث أصبح يتمتع بأهمية بالغة في مواضيع القانون الدولي ،لاسيما أن المستفيد منها_الحصانة_ عدد كبير من الأشخاص الذين يمارسون العمل الدبلوماسي بشكل أو بأخر، مما يجعل حماية المقر ضرورة ملحة، كما أن لهذا الموضوع أهمية بإعتبار مسألة إساءةإستخدام المقرات الدبلوماسية وعدم حماية مقراتهم ، من أهم الصعوبات والحواجز التي تهدد العلاقات الدولية وخاصة دبلوماسية منها ، فمن المؤسف إقدام الدول المعتمد لديها بنفسها أو عن طريق أفرادها على انتهاك الحماية المقررة للمقرات الدبلوماسية في القانون الدولي ، وبالتالي فتزايد ظاهره القيام بهذه التصرفات ستؤثر حتما على مظاهر الحصانات المعترف بها منذ فجر التاريخ الشيء الذي يؤدي حتما إلى قيام مسؤولية دولية على انتهاك يمس بقواعد الحماية المقررة للبعثات الدبلوماسية التي تفرض حقوق وامتيازات لتأمين إستمرارية عمل بعثات الدبلوماسية وحماية أعضائها وممتلكاتها في الخارج وتساهم في الحفاظ على العلاقات الدولية والسلم والأمن الدوليين.