Résumé:
لا ريب أنّ اللّغة مرآة المجتمع، ووعاء ثقافتو، وجسر لنقل تقاليده ومعتقداتو على مر الأجيال؛
وىذا ما يعكس الوشائج الوطيدة بتُ اللّغة ومستعمليها، فيتأثرون بها تارة ويؤثرون فيها تارة أخرى
بدءاً بمستوياتها اللّفظية، مرورا بالصّوتية، وصولا إلى التًكيبية البلاغية؛ وقد بدأ الاىتمام في الآونة
الأختَة بدراسة الألفاظ المتداولة في خضم ما يصطلح عليو بألفاظ الحياة العامة، والتًكيز على شتى
مظاىر تفاعلاتها مع مختلف البتٌ الاجتماعية؛ وفي ىذا الشّأن جاءت دراستنا الموسومة ب: ألفاظ
الحياة العامة في المجتمع الجزائري باتنة نموذجا دراسة سوسيولسانية؛ التي نسعى من خلالها إلى تحديد
التباينات الإقليمية لاستعمال بعض الألفاظ المتداولة بمنطقة باتنة سواء أتعلق الأمر بالجوانب الصّوتية
أو الصّوتية الدلالية أو الدلالية؛ من طريق اعتماد الأطالس اللّسانية ومحاولة تجاوز الدراسات السّابقة
التي تقف عند حدود دراسة اللّهجة ووصف مختلف أنظمتها؛ من الاستفادة منها في إثبات نتائج
الدراسات التاريخية وتأكيدىا، وتعليمية اللّغة العربية تنمية المعجم الذىتٍ من خلال إمكانية – -
الإفادة من العلاقة بتُ اللّهجات والعربية الفصيحة؛ وىذا ما تؤكده نتائج الفصل الثالث من البحث.
مكنتنا دراسة الألفاظ المتداولة من الاطلاع على تراث الأجداد ونمط عيشهم؛ خصوصا ألفاظ
)العمران، الأطعمة، والنبات، الحيوان، الأسطورة ...إلخ( فكل لفظ من الألفاظ يكون محملاً
بشحنات ثقافية، اجتماعية، دينية، تتجدد بتجدد تداول اللّفظ وتكراره؛ وىو ما يتيح لنا استقراء
تراث الأجداد، وتوظيفو في تربية الأجيال الصّاعدة بطريقة سليمة بعد تمحيصو وغربلتو، وتثمتُ جيده
ولفظ رديئو ونبذه، ومحاولة تقويم ما يمكن تقويمو.