Résumé:
جاء هذا البحث ليسلّط الضوء على ظاهرة "تفاعل الأجناس والأنواع الأدبية في الرواية الجزائرية المعاصرة" محاولةً لسبر قضية الانفتاح الروائي لمدونة السرد الجزائرية المعاصرة وهذا عبر النماذج المختارة للدراسة واستجلاء هذا التفاعل الروائي مع مختلف الأجناس والأنواع الأدبية ومدونة الأدب وأشكال التعبير الشعبية بأنواعه التي شهدت حضورا لافتاً في مضمون الرواية الجزائرية المعاصرة.
في هذا الإطار وقف بحثنا المقدم على استقصاء مفاهيم نظرية تحدّد مصطلحات البحث الأساس والمركزية، منها الجنس الأدبي والتفاعل والتركيز على دراسة كل تفاعل حاصل بين الرواية وباقي الأجناس الأدبية والأنواع منها الشعر والمسرحية والأدب الشعبي وأشكال التعبير الشعبية وأنواعه من شعر شعبي وأغنية شعبية، ومن ثمَّ البحث في الأسباب الدوافع التي سعى من وراءها الروائي في تحقيق هذا التفاعل والآليات المنتهجة لإقامة ذلك، والجمالية التي ينشدها المحقّقة في الرواية، سواء موضوعها وثيماتها أو جوانبها الفنّية والأسلوبية.
انتهى هذا البحث إلى نتيجة أن بروز ظاهرة تفاعل الأجناس والأنواع الأدبية في الرواية الجزائرية المعاصرة منحها سمةً وميزة موضوعية وفنية والحفاظ على هويتها الأسلوبية وخصوصيتها، وكان هذا التفاعل يتأرجح بين طريقتين مباشرة يصرّح بها الروائي في المتن وأخرى غير مباشرة يكتفي فيها بالتلميح، كما تبيَّنَ أن الروائي الجزائري عمل على إثراء مواضيعه عبر التفاعل الحاصل بين جنس الرواية وباقي الأجناس والأنواع الأدبية الأخرى، فكان هذا التوظيف بطريقة واعية لتقنية التفاعل، وهو بذلك ينشد التميّز في تجربته الروائية وكسر المألوف وخرق للسائد للارتقاء بالتجربة الروائية الجزائرية المعاصرة.