Résumé:
تعد الهجرة ظاهرة إنسانية قديمة تتعلق بالواقع الاجتماعي والثقافي للأفراد والجماعات، حيث تتحكم فيها معايير متعددة من اقتصادية، اجتماعية، سياسية عسكرية، ودينية مرتبطة بالتنمية لتحسين الأوضاع المعيشية، كما تتعدد أسبابها من مجتمع لآخر، فعبر التاريخ تعود هذه الظاهرة إلى فكرة الاستعمار حيث عرفها المجتمع الجزائري بشكل كبير في عهد الاستعمار الفرنسي كرد فعل للسياسات والقوانين والتشريعات التعسفية الممارسة في حق الشعب الجزائري، فوجد الجزائري نفسه أمام خيارين اما البقاء تحت رحمة المستعمر ومقاومة العدو دفاعا عن وطنه أو اختيار الهجرة ومغادرة البلاد والهروب من الاستعباد والأوضاع المزرية، وانقسمت آراء الجزائريين حول البقاء والهجرة، فكانت هناك فئات كثيرة اختارت الهجرة حفاظا على أرواحهم ودينهم وعروبتهم، ونجد أن خيار الهجرة قد مس جميع فئات المجتمع، كما اتخذ المهاجرون عدة مسارات للهجرة وبالأخص البلدان العربية المجاورة، بينما فضل أغلبية المهاجرين الاستقرار في المشرق العربي، ويعود الفضل في اختيار هذه الوجه هو البيئة الاسلامية الملائمة التي سهلت و سرعت في تأقلم وانخراط المهاجرين في المجتمع .