Résumé:
تهدف هذه الدراسة للتعرف على واقع الانتاج الصنّاعي في العصر العباسي الى نهاية العصر البويهي (132ه - 447 ه/ 749 م-1055 م) كون الصناعة شكلت الدعامة الأساسية في بناء اقتصاد الدولة العباسية من جهة وتوفير حاجيات المجتمع الاستهلاكية من جهة أخرى.
تكمن أهمية هذا الموضوع كونه يسلط الضوء على مختلف أصناف الانتاج الصناعي في العصر العباسي (132- 447ه) مع تبيان الدّور الفعال الذي انتهجه خلفاء بني العباس وأمرائها في رفع مستوى الانتاج الصناعي من خلال سياسة الدعم والتشجيع والتنظيم والحرص على جودة الانتاج في المراقبة عليها عن طريق دائرة المحتسب.
وإذا كان دور الدولة ودعمها عاملا أساسيا في تقدم وازدهار الحرف الصناعية فإن ذلك لم يتحقق إلا بعد وجود المادة الأولية الخام التي تقوم عليها الصناعة من معادن وثروة نباتية وحيوانية وكيف حرصت الدولة على استثمارها وجلبها من مختلف الأقاليم، ولا يمكن كذلك أن يتطور هذا النشاط الصناعي إلا بوجود فئة من الصناع وحرفيين ذا خبرة في المجال التقني والحرفي، هي كل مقومات وعوامل جعلت من الانتاج الصناعي يزدهر ويتطور بدليل ما تعج به أسواق العراق بمختلف المنتوجات الصناعية رغم ما شهده هذا النشاط من عوامل سلبية أثرت عليه في بعض الفترات.
وفي الأخير؛ شكلت العوامل المذكورة سلفا الحجر الأساس في تنمية النشاط الصّناعي؛ وبذلك غدت الصّناعة خلال العصر العباسي مستوى رفيعا وحظيت بالاستهلاك واسع النطاق أبرزها الصناعات النسيجيّة والمعدنيّة والخشبيّة والكيمائية والخزفيّة والجلديّة، كما ظهرت معها صّناعة جديدة أحدثت نقلة نوعية في مجال التأليف والترجمة آلا وهي صّناعة الورق
