Résumé:
تناقش هذه الدراسة موضوع الجهود الدولية في مكافحة التمييز العنصري كأحد أهم أنواع انتهاكات حقوق الإنسان المعاصرة والذي يعد من بين المواضيع الحديثة نسبيا على مستوى الإنتاج الأكاديمي، خاصة مع بروز ظاهرة التمييز العنصري وانتشار ممارساتها على نطاق دولي، إضافة إلى ارتباط مسار معالجتها بالاطر التحليلية للعلاقات الدولية، ويبرز ذلك بوضوح على مستوى عمليات المكافحة الدولية لكل أشكال التمييز والعنصرية، والتي تدخل في سياق إدارة قضايا حقوق الإنسان من طرف الفواعل الدولية المختلفة على كل من الصعيدين المحلي الوطني وكذا الدولي، فرغم الإمتداد الطبيعي لهذه الظاهرة (التمييز العنصري) تاريخيا وجغرافيا وتداخل أبعادها مع العديد من المجالات؛ السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية والنفسية، غير أن هذه الدراسة تسهم في إبراز هذه الظاهرة والتعريف بها وفق مراجعة لمفهومها والتتبع التاريخي لتطورها.
قامت هذه الدراسة على منهجية مركبة ومتكاملة وظيفيا بين المنهج: التاريخي، منهج دراسة الحالة، منهج تحليل المضمون والمنهج المقارن وبالاستناد إلى مقاربات تفسيرية متعددة المداخل والرؤى، كما عالجت الدراسة الآليات الدولية المعتمدة في مناهضة التمييز العنصري على ثلاثة دوائر عملياتية تشمل: الدوّل، المنظمات الدولية الحكومية وغير الحكومية، المجتمع المدني ومبادرات التعاون الدولي والتنمية، حيث أكد تقييم هذه الآليات على مستويات نسبية ومتفاوتة في درجة الإنجاز وفعالية الأداء بالرغم من الدور المهم الذي اضطلعت به كل منها سواء في الجانب القانوني أم على مستوى الإجراءات والتدابير العملياتية، واعتمدت الدراسة على عملية المقارنة بين حالتي "الإيغور" في الصين و"الروهينغا" في ميانمار، واستنادا إلى مخرجات عملية المقارنة استنتجنا بأنّ: التمييز العنصري في الحالتين بلغ مستوى الإبادة الجماعية وأن الدوافع التي قام عليها عوامل مشتركة بين الحالتين تركزت أساسا في: البعد التاريخي، الهويّاتيوالجيوسياسي كما أن ردود الفعل والمواقف الدولية من قضايا التمييز العنصري وحقوق الإنسان تقدم الأولوية للاعتبارات الاقتصادية والمصلحية على الاعتبارات الإنسانية وهي بمثابة معضلة إنسانية دولية على المجتمع الدولي التعامل معها