Résumé:
تعد حالة الإنتقال التي تعيشها الروايّة النِّسوية المغاربيّة من الحدود النَّصيّةِ الأدبيّةِ إلى الأنسَّاقِ الثقافيّةِ المضمرة أعلنت تجاوزاً في إنتاج المعرفة من خلال الانفتاح على المجتمع والآخر المختلف، فاستحضرت التَّاريخ والثقافة كمرجعيّة أساسيّة في استنطاق المضمر مابعد الكولونيَّالي، وتعمقت في دراسة أوضاع المهمشين والتَّابعين وقضَّايا المرأة في المجتمع المغاربي وانبثقت عنها بدل لنا علاقات تساءل الوعيّ بالذَّات في مواكبة التحولات السياسيّة والاجتماعيّة والثقافية المعاصرة.
في هذا الإطار يندرج بحثنا المقدم في شكل أطروحة دكتوراه ليدرس ثنائية الوعي بالذات في الخطاب الروائي النسوي المعاصر دراسة ثقافية لنماذج مختارة نستند إلى النقد الثقافي والتفكيك والتحليللاكتشاف مختلف الأنساق الثقافيَّة المضمرة وأبرز القضَّايا التي تسَّاءل الوعيّ بالذَّات في الخطاب كونها تشكلُ تقويضا لمركزية النص وسلطته الداخلية، وتوجه أفاق الاهتمام نحو الأنظمة الثقافية الضمنية والرؤيات الإيديولوجية التي تتبنى الوعي كمقولةٍ أساسية في مواجهة الآخر المتعالي، وبما أنّ العلاقة التي تجمع الوعي بالذات والرواية النسوية هي علاقة تفاعل تتعالق متطلباتهما مع الفلسفة والتاريخ والسياسة والثقافة تصبح الممارسة الروائية بحثا حول الحقيقة المعرفية التي تبحث عنها الكاتبة المغاربية المعاصرة، جزائرية كانت أو تونسية أو مغربية أوليبية ،فقد تجاوزت فيها مواضيع الصراع بين الجنسين وإثبات الكينونة متجهة وطامحة نحو تفكيك بؤر التمركز، وصناعة وعي جديد تنطلق في بنائه من تمركزها حول ذاتها، وبذلك ناقشت القضايا برؤية إنسانية معرفية ،وارتكزت على مقولة الاختلافمقوضة الآخر وهي في كل ذلك تنطلق من قناعة فكرية ذاتية ووعي كامل بجسدها الأنثوي ،وكانت النتيجة أن فرضت إيديولوجيا مخالفةتعرض نفسها مقابل لايديولوجيا الآخر، كما قدمت قراءة جديدة للتاريخ والثقافةِ تنحو إلى التغيير الاجتماعي من منظور مابعد الاستعمار الذي قدم لها مساحة لتفكيك هيمنة وسلطة الآخر.