Résumé:
تتسع الرواية لتشمل جميع المجالات مثلها مثل التّراث، فقد جعلت منه مصدرا ومعينا أساسا، للتعبير عن مكوّنات الشّعوب وثقافتهم، ولأنّه يمثّل جزءا لا يتجزأ من كيان الأمم، ومقوّما من مقوماتها، ورمز أصالتها وعنوان سيادتها. من هذا المنطلق سعت إلى العودة ليس للتّراث الجزائري فحسب، بل حتّى التّراث العربي والعالمي، حيث استقت منه ما يناسب موضوعها وما يتناسب والراهن الجزائري، ذلك أنّ التّراث يمثّل الماضي التّليد، وما توظيفه في الرواية إلا محاولة من الروائيين الجزائريين لربط الماضي بالحاضر، واستشرافا للمستقبل الأمر الذي جعلهم يلجؤون إلى التّراث الجزائري يستقون منه مواضيعهم، ويعالجون به مختلف القضايا والمشكلات الراهنة التي تعترض سبيل الإنسان.
وفي خضمّ الحديث عن توظيف التّراث في الرواية الجزائرية، نجد مجموعة من الروائيين الجزائريين الذين اهتموا باستثماره في نصوصهم الروائية منهم الروائي "واسيني الأعرج"، "محمد مفلاح" و "عبد الحميد بن هدوقة"، عز الدين جلاوجي ....وغيرهم من الروائيين الذين احتفوا بالتراث وأولوا له عناية بالغة، نظرا لأهميته التي تكشف عن خصوصية متفرّدة تسم الرواية الجزائرية وتعكس هويّة الشّعوب. وعلى نفس الدرب سار كل من "إسماعيل يبرير" و"الصديق حاج أحمد" و"أحمد زغب"، الذي اهتموا في أعمالهم الإبداعية بمختلف أشكال التّراث، لذلك وجدنا أنّ دراسة رواية "مولى الحيرة" لإسماعيل يبرير، ورواية "مملكة الزيوان" للصديق حاج أحمد، و"ليلة هروب فجرة" لأحمد زغب تخدم موضوع البحث لاحتفائها واحتفالها بمختلف الأنواع التراثية، التي توزّعت على حقول شتى منها الشعبي، الأدبي، التاريخي...الخ، والتي فتحت أفق البحث على أسئلة متشعبة، شكّلت حافزا للبحث في هذا الموضوع، وسببا وجيها لدراسته بعنوان: "التراث في الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة العربية، دراسة سوسيونصية، "مملكة الزيوان " و"مولى الحيرة" و"ليلة هروب فجرة" أنموذجا"، وذلك من أجل استكشاف مختلف مظاهر التراث وتشكّلاته في النّصوص الرّوائية، وكذا دلالات حضوره وارتباطه بالمجتمع، وكيفية إسقاطه على الحاضر، بغية معرفة مختلف المشاكل والتحولات التي عرفها المجتمع على مدار حقب تاريخية متتالية، تعكس بشكل أو بآخر توجهات الروائيين وأيديولوجياتهم
