Résumé:
تختلف "الأزمات الصحية" في شدتها وتداعياتها وآثارها على الفرد والمجتمع، وقد أصبحت خلال السنوات الأخيرة متقاربة زمنيا وأكثر شدة وحجما خصوصا مع انتشار جائحة "كوفيد-19" التي كانت لها تداعيات صحية، اقتصادية، سياسية، اجتماعية ونفسية. ولهذا تهدف هذه الدراسة الوقوف على أهمية وأدوار ومضامين "إدارة الأزمات الصحية"، باعتبارها مقاربة شاملة لمنع والتنبؤ "بالأزمات الصحية"، والاستجابة الفعالة عند حدوثها وتسطيح منحنى "الأزمة الصحية" إلى أقصى حد، بالإسقاط على الحالة الجزائرية التي شهدت خلال السنوات القلية الماضية عدة "أزمات صحية".
بعد المراجعة المعرفية والمفهومية "لإدارة الأزمات الصحية" في الفصل الأول، واستكشاف الإطار التنظيمي والمؤسساتي في مواجهة الأخطار والكوارث في الجزائر ومكانة "إدارة الأزمات الصحية" ضمن هذا الإطار في الفصل الثاني، تختبر هذه الدراسة في الفصل الثالث حدود استجابة السلطات الجزائرية لثلاث أزمات صحية ومدى توفر وتطبيق "نظام لإدارة الأزمات الصحية"، هي:"الحصبة" 2017، "الكوليرا" 2018، ""كوفيد-19".
تظهر نتائج الدراسة أن الاستجابة "للأزمات الصحية" الثلاث محور الدراسة تغيب عنها الفعالية لغياب نظام وطني لإدارة الأزمات الصحية، وفي عالم يعيش على وقع "أزمات صحية" ذات طابع وبائي متقاربة زمنيا عابرةللحدودخصوصا منذ بداية الألفية، يقترح الباحث مقاربة "لإدارة الأزمات الصحية" في الجزائر مستقبلا تعتمد على التوجه نحو إنشاء مركز إدارة وتحليل البيانات ورقمنته تابع لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، كما نقترح أيضا التوجه نحو إنشاء مركز وطني لإدارة الأزمات الكوارث يتضمن قسما "لإدارة الأزمات الصحية"، إلا أن هذا المركزين يواجهان تحديات تتعلق بالتحول الرقمي والصحة الرقمية وجودة الخدمات الصحية.