Résumé:
أسفرت نهاية الحرب الباردة عن تغيرات جذرية على مستوى المفاهيم، التهديدات، والفواعل، حيث تمّ الانتقال من المفهوم التقليدي للأمن إلى المفهوم الجديد، ومن التهديدات العسكرية إلى التهديدات الأمنية الجديدة، ومن الدولة كفاعل وحيد وموحد إلى فواعل ما تحت وما فوق دولاتية، وقد مسّت هذه التغيرات العديد من الجهات على غرار منظمة حلف شمال الأطلسي، التي انتقلت من كونها حلف للدفاع الجماعي ضد التهديدات العسكرية، إلى حلف للأمن التعاوني ما دفع بها إلى تبني أدوار وطيدة الصلة بإدارة التهديدات الأمنية الجديدة عبر مقاربة إدارة الأزمة، التي تعتبر قوام هوياتي مهم للمنظمة بعد الحرب الباردة وأحداث الحادي عشر من سبتمبر2001.
و تمّ تسليط الضوء على هذه المقاربة في المفهوم الإستراتيجي لعام 1991، والتركيز عليها كأحد المواضيع الأساسية في مفهوم عام 1999، لتصبح من بين أهم ثلاث قضايا مع مفهوم عام 2010، حيث تقوم على الإدارة المدنية –العسكرية كما جاء في المفهوم الأخير لكن مابين النص المعتمد على المفاهيم الإستراتيجية، وما بين الممارسة المرتبطة بالأداء العملياتي للمنظمة على ضوء الطبيعة الجديدة للتهديدات الأمنية، لم تتمكن المنظمة من التطبيق الفعلي للآليات المدنية، واستمرت في تعزيز الآليات العسكرية، وهو ما أثبتته إدارتها للأزمة في كل من كوسوفو وليبيا، ما خلف العديد من التبعات التي أسهمت في تأزيم الأوضاع الأمنية بدلا من التقليل من حدتها، ما حال دون تحقيق الفاعلية في الأداء تماشيا وفكرة التناسبية بين الآليات والتهديدات.
