Résumé:
بشعار "بناء السلام في عقول البشر" تسعى منظمة اليونسكو ببذل الكثير من الجهود لأجل تحقيق التفاعل و التلاحم و التقارب بين شعوب المعمورة الذي يساهم في تحقيق الأمن و السلم الدوليين بتكريس تعاون ثقافي دولي حقيقي، فالمجهودات التي تبذلها منظمة اليونسكو متعددة و متنوعة و تمس كل المجالات الثقافية و السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية و الأمنية التي تتعلق بالأفراد و الجماعات و الدول، و من خلال هذه الأطروحة ركزت على بعض المواضيع المهمة في الوقت الراهن خاصة بما يتعلق بالحفاظ على الخصوصيات الثقافية و البعد الهوياتي للشعوب و الأمم، و كذا حقوق الإنسان بما يتناسب مع تنشئتهم الاجتماعية و يلائم نسيجهم الاجتماعي.
و تطرقنا لأهم المعيقات التي تواجه المنظمة و التي تحد من تحقيق أهدافها و تجسيدها على أرض الواقع خاصة في عصر العولمة و التطور الكبير في مجال الاتصال و التواصل بين الناس في كل أصقاع العالم، و التي تعمل على توحيد القيم و الأفكار و التصورات في إطار مسار واحد لا يمكن الخروج عنه، و تنفي أي تعدد أو تنوع أو اختلاف و هو ما أستغلته القوى الكبرى لأجل تمكينها من فرض سيطرتها و هيمنتها الثقافية على الكل.
و لهذا فالتحديات التي تواجه منظمة اليونسكو كثيرة و هو ما يجعلها تعمل على إنجاز الوظائف المطلوب تجسيدها على أرض الواقع، ولعل أبرزها هو كيفية بناء مجتمع المعرفة الذي يساهم في تكريس الحوار كلغة مشتركة بين الشعوب و الأمم، و الذي يشجع على تحقيق السلام و الطمأنينة و يمكن من تحقيق التعايش السلمي، وهي أهم المحطات التي تعمل المنظمة على تحقيقه خاصة إذا ما تم الإجماع على مكافحة الجهل و الفقر هي مسؤولية البشرية جمعاء.
فمها يكون فمنظمة اليونسكو تسعى لتحقيق الأهداف وفق الجهود التي تبذلها و التي تجعلها تكرس فعليا السلام فكرة ترسخ في عقول البشر على كوكب الأرض.