Résumé:
أحدث اللساني فيردناد دو سوسير الثورة الأولى في اللسانيات الحديثة عندما ح هدد مادة اللسانيات
وموضوعها، وبالتالي جعل منها علما قائما بذاته مستقلا بمنهجيته ومفاهيمه ومصطلحاته، أما الثورة الثانية في
تاريخ بحث اللسانيات فقد حدثت على يد اللساني الأمريكي نعوم تشومسكي، ثورة تتجلى في وضع نظرية
لسانية جديدة تختلف في تصوراتها ومنهجيتها في التحليل للظواهر اللغوية عن النظريات التي سبقتها كما تتمظهر
هته الثورة في المفاهيم والأدوات الإجرائية الدقيقة التي تم اقتراحها لتناول اللغة باعتبارها ملكة بشرية، والتي أطلق
عليها اسم النظرية التوليدية التحويلية ظلت هذه النظرية تحتل الصدارة في البحث اللساني الحديث والتي لم تسلم
هي الأخرى من النقد لإهمالها المكون الدلالي في البداية لكن مع تطور نماذجها تداركت هذا النقص إلى أن ثار
تلامذة تشومسكي ووجهوا نقدهم إلى مركزية الإعراب وهي نقطة حاسمة أخرى في تاريخ البحث اللساني حيث
قامت على هذا النقد مقاربة جديدة وهي ما يعرف باللسانيات العرفانية.
وجاء بحثنا ليجيب عن الإشكال الآتي ما هي الأسباب التي جعلت مسار البحث اللساني ينتقل من
التوليدية التح ويلية إلى العرفانية؟ وهل كان للنظرية التوليدية التحويلية دور في ظهور النظرية العرفانية؟ يهدف
هذا البحث إلى التعريف بكل من النظريتين التوليدية التحويلية والعرفانية ومبررات الانتقال من النظرية التوليدية
التحويلية إلى العرفانية وبيان الأسباب التي جعلت المنحى اللساني المعاصر يتحول من النظرية التوليدية التحويلية
إلى النظرية العرفانية، اعتمدنا في بحثنا على المنهج الوصفي مدعما بالتحليل والاستقصاء الذي فرضته طبيعة
الدراسة ويتناسب مع البحث ومتطلباته. أما عن النتائج التي توصلنا إليها في هذا البحث فهي كالآتي:
1 - ساهم نعوم تشومسكي بشكل بارز في تطور اللسانيات العرفانية من خلال أفكاره المتعلقة بالنمو الذهني
والملكة اللغوية التي أفاد بها طلابه وعلى رأسهم راي جكندوف.
2 - من أهم المبادئ التي قامت عليها اللسانيات العرفانية هو النقد الموجه للسانيات التوليدية التحويلية حول كون
اللغة ملكة فطرية ورفض مركزية الإعراب.
3 - مرت اللسانيات العرفانية بطورين الطور الأول مرحلة الإرهاصات ما تعلق منها بأواخر مراحل التوليدية
التحويلية والطور الثاني يتعلق بالنشأة الفعلية للسانيات العرفانية.