Résumé:
إن للمجتمع الروماني أهمية كبيرة في الجانب الديني للمعالم الجنائزية،فكان الاهتمام بعالم الأموات وبناء المدافن والمقابر لتخليد الميت من خلالها، كما أن الاختيار الأنسب كان بالنسبة للمناطق التي تتميز بخصائص جغرافية هامة جعل منها ملاذا للاستقرار فيها، بحيث تتوفر بها الأراضي الخصبة، والمياه العذبة، وكذا المواد الأولية خاصة الحجارة، فكان انتشار هذه المعالم الجنائزية واسعا في كل المقاطعات الرومانية خاصة مقاطعة إفريقيا البر وقنصلية الغنية بالآثار الرومانية، ونخص بالذكر هنا مدينة توبيرسيكو نوميداروم (خميسه حاليا)، التي تعد من أهم أماكن تمركز هذه المعالم، ومن بينها " المقبرة الشرقية "، حيث أن هذه الأخيرة التي يتمحور عليها موضوع مذكرتي تحت إشكالية :" ما هي مواصفات ومميزات هاته المقبرة،ولماذا تم اختيار مكانها بالتحديد ؟ "؛ وإلى جانب ذلك الأنصاب الجنائزية (شواهد القبور)، التي من خلالها يمكننا التعرف على المقبرة وحدودها، وبالتالي معرفة حدود مدينة الأحياء مقارنة مع مدينة الأموات، وللإجابة على هاته التساؤلات قسمت مذكرتي لثلاث فصول مع مقدمة وخاتمة، إضافة إلى مجموعة من الصور والأشكال التي تبرز لنا الموضوع بوضوح