Résumé:
نظرا للموقع الاستراتيجي الهام الذي يمتاز به المغرب الأقصى خاصة مدينة طنجة، فقد كانت محل أطماع الاستعمار الفرنسي لذلك سارعت هذه الأخيرة إلى استعمارها تحت عطاء الحماية الدولية.
نظرا للأطماع المتزايدة على طنجة التي تطل على البحر الأبيض المتوسط ومضيق جبل طارق شمالا وعلى المحيط الأطلسي غربا، مشرفة بذلك على الممر المائي مما جعلها همزة وصل بين إفريقيا وأوروبا. ولهذا فقد تواصلت أطماع الدول الكبرى الأخرى ولذلك لجأت فرنسا لعقد اتفاقيات ودية نتيجة لهذا التنافس الأوروبي ومن أبرزها الاتفاق الفرنسي الإيطالي 1902م والاتفاق الفرنسي الإنجليزي 1904م والاتفاق الفرنسي الإسباني 1904م والاتفاق الفرنسي الألماني 1911م، والاتفاق الفرنسي الإسباني 1912م، واتفاقية مدريد 27 نوفمبر 1912م. بالإضافة إلى المفاوضات وعندما وقعت طنجة تحت الحماية الدولية 1923م هذه الوضعية الجديدة لطنجة كرست سيطرة النفوذ الأوروبي عن طريق أجهزتها الدولية المسيرة للمدينة، كما جعلت من سيادة السلطان المغربي على المدينة سيادة صورية.
ومن خلال استعراضنا لدور سكان طنجة في الفترة الممتدة من 1934م إلى غاية 1956م والتي أبرزت وبوضوح مدى فاعلية هذا النشاط وكيف استغل الوطنيون طبيعة هذه المنطقة لصالح القضية المغربية ومدى مساهمتهم في الحركة الوطنية التي أدت فيما بعد إلى استقلال المغرب.