Résumé:
ملخص:
إن موضوع السياحة بصفة عامة هو موضوع العصر، بحيث أن معظم دول العالم أصبحت تولي
أهمية كبيرة لهذا القطاع لأنه يعد البديل الأفضل للتنويع الاقتصادي، بما أنه لا يتطلب مصانع وهياكل ضخمة
وكونه الأكثر جلبا للعملة الصعبة. وفي السنوات الأخيرة كانت للجزائر رغبة حقيقة وإرادة سياسية فعالة
وطموحة، لبعث قطاع السياحة وتطوير الاستثمار فيه لتعزيز عناصر الجذب السياحي في بلد يمتلك كل
المؤهلات الطبيعية الهائلة، فالتنوع الجيولوجي والإيكولوجي بها يؤهلها لمراتب متقدمة في مصاف الدول
السياحية ومنافستها، ولعل أهمها شبكة الحمامات المعدنية المتواجدة بأقطارها، فجدير بها أن تتخذ شريانا
اقتصاديا تنمويا رائدا، كونها خزانا لا يجف، وموردا لا ينفذ بسخائه الاستشفائي، التجاري، الاقتصادي
والثقافي. فهي ملجأ للسواح الوافدين من كل صوب للاستجما والاستطباب، خاصة إذا ما تم تعزيزها بهياكل
قاعدية كالفنادق، المركبات، الحظائر والمرافق الأخرى التي تجعل منها منتجعات للسياحة الحموية بامتياز .
ولعل أهم المناطق التي تمثل هذا النوع من السياحة على المستوى الوطني، نجد ولاية قالمة التي تتوفر
على إمكانيات سياحية هائلة، والعديد من المنابع الحموية التي جعلت كل منطقة بها تعد مقصدا للسياح. لذلك
وجب دراسة حالة أحد هذه الأقطاب وهو مركب البركة المعدني وإبراز مقوماته ومؤهلاته المتنوعة
في توفير العلاج والراحة، وكل أساليب الهدوء والاسترخاء الذهني والعضلي لزواره من مختلف الأوساط
والأعمار لإمتلاكه مزيجا من المتعة الروحية والجسدية.
وقد توصلت هذه الدراسة الى أن الجزائر على الرغم من أنها تتوفر على إمكانيات هامة من المنابع
الحموية الطبيعية، إلا أنها ماتزال تنتظر من يأخذ بيدها، لاستغلالها وتثمينها ضمن نطاق السياحة الحموية
وجعلها مصدرا لخلق الثروة وفتح فرص العمل، كما أظهرت النتائج أيضا مساهمة المركب المعدني البركة
في دعم وترقية السياحة الداخلية لولاية قالمة من خلال دوره الاستشفائي والاستجمامي.