الإدارة الفرنسية والمسلمين الجزائريين 1830 م/ 1870 م

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى تسليط الضوء على أحد أهم المواضيع في تاريخ المغرب العربي المعاصر والمتمثلة في الإدارة الفرنسية والمسلمين الجزائريين خلال فترة الحكم العسكري. إذ كانت مهمة إدراج إدارة ناجحة في المستعمرة الجزائرية الجديدة من أهم التحديات التي واجهت القادة والحكام العامون العسكريون، بل وإدارة المتروبول ذاتها، فقد إحتوت الدراسة على عرضا مرتبا ترتيبا كرونولوجيا ، لمعرفة مختلف العوامل المؤثرة في إدارة الجزائر والمتمثلة في العامل الزمني وعامل الوضع السياسي في فرنسا الذي كان يؤثر تأثيرا مباشرا على الإدارة في الجزائر، حيث أن أولى المراحل الإدارية في الجزائر لم تكن لتسمى مرحلة التردد، لولا أن فرنسا لم تكن قد شهدت ثورة غيرت الأسرة البوربونية الحاكمة في جويلة 1830. قد تناولت الدراسة أمثلة كثيرة من هذا النوع ومحاولة إستنتاج علاقتها بالوضع الإداري في الجزائر ،مع التركيز على المراسيم الملكية والقرارات والوزارية التي كانت تصدر من فرنسا لغرض تنظيم الإدارة في الجزائر خاصة مرسوم 22 جويلية 1834 و مرسوم 15 أفريل 1845م فضلا عن شخصية حكام فرنسا (سواء أكان ملكا أو رئيسا أو إمبراطورا) التي كانت بارزة من خلال هذه القرارات والمراسيم، خاصة فيما يتعلق بالإمبراطور لويس نابليون الثالث . الذي عرفت عنه مبادراته الارتجالية وكانت المبادرة الأجرأ على الاطلاق هي إقباله على إلغاء الحكم العسكري وإسناد إدارة الجزائر لوزارة الجزائر والمستعمرات والتي لم يلبث حتى ألغاها ليعلن بعدها مشروع الممكلة العربية ويتبعه بالقانون المشيخي سيناتيس كونسيلت. كذلك عامل شخص القادة والحكام العامون وسياستهم إذ تميز كل حاكم عام بشخصية جعلته ينتهج سياسة معينة ستؤثر حتما على الإدارة باعتباره يمثل قمة الهرم الإداري للإدارة العسكرية في الجزائر والإدارات القاعدية من مديريات الشؤون العربية والمكاتب العربية، جميعها تنتظر الأوامر منه ولا تملك سوى التطبيق. كما ركزت هذه الدراسة على المكتب العربي باعتباره الهيئة التي تسيرها فئات منتقاة من الأهالي كالحضر والعائلات الكبرى ورؤساء القبائل كي تتمكن الإدارة الفرنسية من ضم نفوذهم الواسع إلى نفوذها وتدير الأهالي عن طريقهم، فضلا عن المهام العسكرية المتمثلة في إخضاع الأهالي عسكريا عبر هؤلاء الإداريون المدمجين في هذه المكاتب، والمهام الاستعلامية التي سمحت للإدارة الفرنسية بالتغلغل في المستعمرة وكشف نقاط ضعف القبائل الثائرة، كذلك المهام الاقتصادية المتمثلة إستخلاص الضرائب بأنواعها والجبايات مع التركيز على إقليم الشرق الجزائري