Résumé:
يُبيّن "عبد الله العروي" أنّ مسألة الدّولة لم تدرس جيدًا إلاّ مع بعض الاستثناءات من المفكرين والباحثين، إذْ هناك فرق شارخ بين التفكير في مشاكل الدولة وتقديم نظرية للدولة، أي أنّ هناك فرقًا بين التفكير والتنظير.
أعطى "عبد الله العروي" تعريفًا موجزًا للدولة: هي تنظيم اجتماعي، فهي اصطناعية لا يمكن أنْ تتضمن قيمة أعلى عن قيمة الدنيا كلّها، تتعلق القيمة بالوجدان الفردي، إذْ يتجه نحو الغاية المُقدّرة له.
إنّ الدّولة تكون مقبولة ويحتضنها الأفراد إذْ كرّست وقتها لخدمتهم، وتكون مرفوضة ولا شرعية، سيئة وليدة الطبيعة الحيوانية في الإنسان، إذْ منعت الفرد من أنْ يُلبي الدّعوة المُوجهة إلى وجدانه أو مضايقته، وتكون شرًا باطلاً إذْ تعامت عن الهدف الأسمى الذي يتطلب قانون معين، نفهم منه كلّ هذا تركيز "عبد الله العروي" على خدمة الدولة للفرد، والسهر على تنظيم شؤون حياته وسيرها بشكل عادي