Résumé:
إن "مسرديات" عزالدين جلاوجي عمل فنّي استطاع أن يمهد لقراءة أخرى تعتمد ازدواجية النقد لما تستدعيه من الخصائص -السرد مسرحية- ما جعلها تفرض سلطتها بعيدا عن الأجناس التقليدية ،الأمر الذي أفضى بالدارسين إلى الاهتمام بتتبعها نقديا و فنيا وجماليا. إنّ موضوع بحثنا الموسوم بشعرية المفارقة في مسرديات عزالدين جلاوجي يعنى بمدى استعاب المسرديات للتّمظهرات النصية والجمالية للعمل الإبداعي الجزائري خاصة.
ولأن المفارقة من المشتغلات الأسلوبية الحاضرة في النصوص الإبداعية فإن عناية البحث بترصّدها تنمّ عن محاولة سبر لما تتضمنه الصناعة الأدبية للأعمال الإبداعية، ما يساعد المتلقي على كشف الحمولات الجمالية المنبثقة من المراوغة و الدهشة الخلاف و الاختلاف و كل هذه العوامل ساهمت في تحقيق الشّاعرية التي يصبو إليها جمهور المتلقين و لم تحقق المفارقة في مسرديات عزالدين جلاوجي إلاّ عن طريق العتبات النصية و توظفيه للتضاد و المقابلة و استدعاؤه للرمز بمختلف أنواعه ، معتمدا سياقات مختلفة مستحضرا للإيقاع الذي كسر رتابة النثري وأضفى الجمالية المنشودة في أيّ نص يقدم للقراءة والتمثيل معا، و قد ساهمت خصائص السرد المسرحية في جعل النص المسردي نصا خطابيا يتوفر على لغة الإغراء بجاهز يته للقراءة و التمثيل معا