Résumé:
تهدف هذه الدراسة للتعرف على قصيدة الومضة باعتبارها أحدث شكل شعري، يتميز بخصائص عديدة خلقت تميزه وتفرده كالميل الشديد إلى الإيجاز بالإضافة عنصر المفارقة، وكذا اعتمادها التكثيف اللغوي ذلك أنها لا تخرج عن إطار الفكرة الواحدة التي تأتي في لحظة إبداعية مفاجئة للإعلان عن ميلاد حالة شعرية متعالية.
لقد اختلف النقاد في تحديد أصول قصيدة الومضة ومرجعياتها، حيث ردها البعض إلى الهايكو الياباني وربطها البعض الأخر بالابيجراما اليونانية، في حين اعتبرها رواد التراث بأنها امتداد لقصيدة البيت الواحد أو إحياء لفن التوقعيات الأدبية أو المقطعات الشعرية ...وإن استفادت قصيدة الومضة من العناصر سالفة الذكر إلا أنها استقلت بنفسها وخلقت جمهورها ومتذوقيها.
وإن استقر هذا الفن عند المشارقة إلا أن مغربنا العربي ظل مهمشا، لذا ارتأينا أن نسلط الضوء على التجربة المغاربية في مقاربة قصيدة الومضة، من خلال مجموعة من النماذج المختارة في كل من الجزائر وتونس والمغرب وذلك للتعرف على القضايا التي عالجوها واستنباط الجوانب الشعرية والفنية فيها مع الانفتاح على الأبعاد التداولية والأفعال الكلامية الكامنة خلف كل خطاب.
ولا يتأتى لنا ذلك إلا من خلال الوقوف عند جملة من الإشكاليات يمكن عرضها كالآتي:
ما الشعرية؟ وكيف نظر لها النقاد العرب والغربيين قديما وحديثا؟ وما المقصود بقصيدة الومضة؟ وما هي أشكالها؟ وما علاقتها بالفنون الأدبية الأخرى المتاخمة لها ؟ وما القضايا التي عالجها وما هي أبعادها التداولية؟
وقد اعتمدنا تبعا لذلك على المنهج الموضوعاتي مع الانفتاح على الأبعاد الفنية والجمالية واستثمار بعض الآليات التداولية وإجراءاتها التحليلية