التنظيم و التأثير الجماهيري للثورة التحريرية الجزائرية 1955-1962م

Abstract

لقد عملت السلطات الفرنسیة منذ احتلالها للجزائر سنة 1830م على إحلال اللغة الفرنسیة وثقافتها محل اللغة العربیة، ومما لا شك فیه أنه إذا أرید ضرب اللغة العربیة والقضاء علیها فإن القصد منه ضرب الدین الإسلامي والقضاء علیه ولو على المدى البعید، وقطع كل الروابط التي تربط الجزائر بثقافتها ولغتها وتاریخها وانتمائها الحضاري، حتى لا ینشأ جیل صاعد من أبناء الجزائر ویرفض كل سیطرة وكل خضوع والذي من شأنه عرقلة مصالح فرنسا ومساعیها في البلاد، إلا أن الشعب الجزائري تصدى لهذه السیاسة وقاومها معتمدا في ذلك على الكفاح المسلح لردع السیاسة القمعیة الفرنسیة الهادفة لعزل الشعب عن ثورته، نظرا لما تمیزت به من تنسیق محكم وتنظیم جید لنشاطاتها المختلفة على الصعیدین الداخلي والخارجي. لهذا لم یقتصر التصدي لفرنسا وسیاستها على فئة دون أخرى، وإ نما مس مختلف شرائح المجتمع الجزائري من تجار وفلاحین، نساء، شیوخ، وطلبة، هذه الأخیرة التي تعتبر من أهم الفئات التي ساهمت مساهمة فعالة في الثورة التحریریة خاصة وأنها الفئة الأكثر وعیا وإ دراكا لسیاسة فرنسا من جهة ولأهداف الثورة من جهة أخرى، لهذا لم یمتنع الطالب الجزائري من التفكیر لتغییر واقعه ووضعیته في مختلف المجالات ولاسیما الثقافیة محاولا فرض وجوده وذلك من خلال تأسیس جمعیات وتنظیمات طلابیة تمكنه من إبراز إمكانیاته وطموحاته وتسخیرها لخدمة القضیة الوطنیة. وعلى هذا الأساس تم تأسیس الاتحاد العام للطلبة المسلمین الجزائریین والذي اتخذناه كإشكال جوهري في بحثنا هذا.