Résumé:
على الرّغم من حداثة الرّواية البوليسية كشكل رّوائي جديد على السّاحة الأدبية إلا أنها استطاعت أن تحتل المرتبة الأولى في قائمة الأكثر قراءة لدى الغربيين، وعلى النقيض تماما عندنا في الوطن العربي، إذ تعد الرّواية البوليسية أدبا من الدّرجة الثّالثة عربيا، وذلك للعديد من الأسباب لعل أبرزها حالة الانغلاق القانوني الذي يعيشه العربي، وكذا إهمال الحركة النّقدية لهذا النّوع الرّوائي.
من خلال دراستنا لرّواية خارج السّيطرة من زّاوية السّرد البوليسي وجدنا أن المؤلف عبد اللطيف ولد عبد الله قدم لنا رّوايته على هيأة الرّواية السّوداء، إذ يندرج هذا النوع تحت غطاء الرّواية البوليسية، لاشتملها على مقومات النّص البوليسي من محقق "أحمد بن همنة" ومجرم "مراد الطيب" وثلاث ضحيات "يوسف قدادرة" و"خليل الشّيباني" و"الهواري"، بالإضافة إلى هذا وجدنا أن الكاتب اهتم بجل العناصر البوليسية، من مكان وزّمان وشّخصيات وأحداث، ولغة التّشويق والوصف ،يدل على أن روايته كانت خير مثال للرّواية البوليسية الجزائرية، عليه نستطيع القول أن عبد اللطيف ولد عبد الله أثبت أن روايته خارج السّيطرة رواية بوليسية نموذجية بطابع اجتماعي، عبر من خلالها عن الواقع الجزائري وصراعاته المستمرة مع واقعه المعيش