Résumé:
كانت اللغة عند العرب تجري مجرى السليقة وتنطق بالسجية، فهم أهل الفصاحة والبلاغة، لا يحتاجون إلى التدوين ولا إلى وضع القواعد التي تنظم الكلام، ونخص بالذكر عصر الجاهلية وجزء من صدر الإسلام.
ولكن مع انتشار الدين الجديد ودخول الناس فيه من كل الأمصار، واختلاط العرب بالأعاجم و غيرهم ممن لا يحسنون استعمال اللغة استعمالا صحيحا و لا يمتلكون المرونة في التكيف مع كل الحروف و المخارج انتشر اللحن و الخطأ وعاث فيها فسادا.
و لم يبقى علماؤنا الأجلاء مكتوفو الأيدي أمام هذا الخطر المستطير الذي يهدد القرآن الكريم و اللغة العربية ، بل أخذتهم الغيرة و الحب إلى استخدام كل الوسائل و الأساليب المتاحة لصد هذا الداء، فراحوا يؤلفون في ميدا التصويب اللغوي، وتوالت التأليفات الأدبية و اللغوية في الخطأ و اللحن وأخطاء العامة و ألحان الخاصة و التحذير منها، ولذلك لصون اللغة العربية و حفظ القرآن الكريم قال تعالى:{ إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} ومن بين هذه التأليفات كتاب " درة الغواص في أوهام الخواص" للحريري هذا الكتاب العظيم في حركة التصويب و الذي تناولنا بعض تصويباته في بحثنا هذ