اثر المجموعات المهاجرة على امن الدول المضيفة

Abstract

كانت نهاية الحرب الباردة بوادر التحول في بنية النظام الدولي من حيث موازين القوى والفواعل والتهديدات، فمع إنهيار الاتحاد السوفياتي وتفككه إلى دويلات، ونزوح الأفراد هربا من عمليات التطهير العرقي، خلق نوع من التوتر عبر الحدود خوفا من إنتقال تلك العمليات إلى المجتمعات المجاورة والتي بدورها تهدد أمن وإستقرار الدول، كما كانت أحداث 11 سبتمبر 2001، وإنتهاج الولايات المتحدة الأمريكية إستراتيجية الحرب على الإرهاب وغزو أفغانستان والعراق، وتهديد الجماعات المتطرفة الدول المشاركة في الغزو بنقل الصراع على أراضيها، مما نجم عنه إتخاذ إجراءات أمنية إستثنائية من تكثيف المراقبة عبر الحدود وتشديد الإجراءات على سفر وتنقل الأشخاص، وإبرام الإتفاقيات الدولية حول ظاهرة الهجرة بشقيها الشرعي وغير الشرعي، ومدى تداعياتها على الأمن الدولي وخاصة أمن المجتمعات المستقبلة التي أصبحت تنظر إلى المهاجرين كتهديد لهوية المجتمع وثقافته، وكتهديد كذلك للأمن الإقتصادي من حيث مناصب الشغل والأعباء المترتبة على تعليم و إيواء ونقل وترحيل المهاجرين غير القانونيين، وإعتبارهم كذلك عناصر إرهابية محتملة، إن هذا الإدعاء بتهديد المهاجرين للمجتمعات المستقبلة يختلف من دولة لأخرى ومن مجتمع لآخر حسب تصورات كلا الطرفين للمهاجرين وطبيعة المهاجرين نفسهم فمثلا تصورات مجتمعات جنوب شرق آسيا للدياسبورا الصينية والعلاقة التي تربطهم بها منذ عقود من الزمن ومدى تأثير الشتات الصيني في المقابل عليها يختلف عنه في الدول الأخرى وهذا راجع لعدة عوامل التاريخية منها وعوامل مرتبطة بالمجتمع المضيف وعوامل مرتبطة بالشتات نفسه