Résumé:
تُعتبر هذه الدراسة نافذةً جديدةً أو منظارًا جديداً لدراسة العديد من القضايا التي أصبحت مسلّمات في تاريخ المغرب الأوسط، فهي أداةٌ لمعاودة بسط السؤال من جديد أثناء الدّراسة مع قدر من التّفاؤل في تعزيز البناء العلمي لكتابة تاريخ بلاد المغرب الأوسط، أو بمعنى آخر تعتبر هذه الدّراسة نافذة جديدة لدراسة العديد من القضايا التي أصبحت مسلمات في تاريخ المغرب الأوسط في العصر الوسيط فهي تقوم على تتبّع التّحوّلات الثّقافية والاجتماعية التي عرفها المغرب الأوسط، والوقوف على حجم التّحول الذي طال الثقافة والمجتمع في هذه المنطقة، فالانفتاح الجغرافي والسياسي للمغرب الأوسط وعمليّات التّواصل الفكري والتّجاري مع بقية الأجناس المكونة للمجتمعات الإسلامية في المشرق الإسلامي والأندلس، أدّت إلى وقوع تبادل حضاري ثقافي بين منطقة المغرب الأوسط وبقيّة المناطق الإسلامية الأخرى، وهو الأمر الذي من شأنه أن يُسهم بشكلٍ فعّالٍ في تشكّل خصوصيّة ثقافيّة جديدة لبلاد المغرب، ارتسمت معالمها على أسماء أعلامه التي لعبت معانيها دور مرآة عاكسة للشّخصيّة الثقافيّة للمجموعة البشرية التي تقطن هذا المجال الجغرافي . وقد كشفت خطوات البحث عن انخراط أسماء الأعلام والمواقع في المغرب الأوسط بشبكة متنوِّعة من المعاني والدّلالات،وتظهر المقاربة الدّينية واضحة في أسماء الأعلام،توحي بتحوّل ملحوظٍ على مستوى الثّقافة الاسميّة لمجتمع المغرب الأوسط نحو الأسلمة، في حين كانت أسماء الأماكن أقلَّ انفتاحًا على هذا التّغير الثّقافي، وقد تقاسمت الكتلة الاسمية الطوبونيمية الارتباطات الواضحة بالفرد والقبيلة وشكّلت هذه الثنائية عصب الحياة الاجتماعية في المغرب الأوسط، كما كشف الاهتمام بالأسماء عن تسجيل شبكة متنوّعة من اللغات المختلفة التي صيغت بها أسماء المكان بدءًا بالبربرية مرورا ببقية اللغات الأخرى الوافدة، وشكّل ذلك خلاصة المنظومة الاسمية في المغرب الأوسط .
