الحركة الإصلاحية في الأوراس ودورها الثقافي إبان الفترة الكولونيالية 1931-1956

Abstract

لقد عرفت الجزائر الفكر اإلصالحي منذ نهاية القرن 19 م، ويظهر ذلك جليا بعد زيارة "محمد عبده" للجزائر، حيث هذا األخير رسخ أفكاره في األواسط الجزائرية، وتعتبر الحركة اإلصالحية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، أهم المنظمات الوطنية التي ً ساهمت في محاربة اإلستعمار الفرنسي ثقافيا وحضا ا هاما في بعث ريا، حيث لعبت دور الروح الوطنية والحفاظ على عناصر الهوية الجزائرية، حيث تأثر بمبادئها الكثير من الجزائريين وضحوا بالغالي والنفيس من أجل الجزائر، فهذه الحركة قادها رجال أنجبتهم الجزائر من المعيار الثقيل، الذي يحق لهم اليوم التباهي بهم، فهم من حملوا على عاتقهم مسؤولية النهضة، من بينهم العالمة الشيخ عبد الحميد بن باديس، فرغم أن فرنسا منذ إحتاللها الجزائر إنتهجت بشكل عام منطقة األوراس حيث أنها ترمي إلى طمس المعالم الوطنية بضرب المقومات الشخصية للشعب الجزائري من لغة ودين وتاريخ، قصد إنجاح سياستها التغريبية، لكنها لم تفلح في ذلك بفضل إيمان أبناء األوراس بنشر اإلصالح في أواسط مجتمعهم ومنطقتهم، وذلك بتأسيس النوادي والمدارس والمساجد، فرغم المعاناة إال أن الحركة اإلصالحية ظلت صامدة لكل أنواع الممارسات اإلستعمارية، ولم تتوقف عن نشاطها الدؤوب، فالجمعية وضعت نصب عينها الحفاظ على عناصر الهوية الوطنية، وتوحيد صفوف الشعب الجزائري ضد اإلستعمار، ومن خالل ما سبق أردنا دراسة موضوع الحركة اإلصالحية في األوراس ودورها الثقافي في الفترة الممتدة من 1931 -1956م.