Résumé:
تلعب مصادر المياه دورًا بارزًا في تشكيل الخريطة الجيوسياسية لمناطق تكون فيها موارد المياه محدودة، أو تتحكم فيها وحدات سياسية معينة خاصة في الأحواض النهرية التى تشترك فيها أكثر من دولة، وفي هذه الحالة يصبح تحقيق الأمن المائي بمثابة تحدي للدول، وقد يُشَكِّلُ سبيل ذلك محفز للنزاع قد يمتد لإثارة الحروب، فالارتفاع الهائل لعدد السكان ومتطلبات الزراعة من المياه والتلوث وغيرها من النشاطات الأخرى جعلت من مورد المياه، إحدى الإهتمامات التي تخص جميع بني النظام الدولي لإرتباطه بمختلف الأبعاد إرتباط وثيقا سواءا كانت هذه الأبعاد قانونية، إقتصادية، بيئية، إجتماعية، قيمية وسياسية، إذ يتوجب على مختلف الأطراف الفاعلة البحث في تنمية هذه الموارد والتوجه نحو إرساء قواعد وسياسات مبنية على التعاون والتشاور وتذليل الخلافات بين الدول، والبحث عن أرضية ملائمة لتقريب وجهات النظر والجنوح نحو السلام بدلا من الصراع. ومسألة الأمن المائي لدى الدول التي تغيب عنها الرؤية الإستراتيجية البعيدة المدى كحال مصر والسودان، في إعتمادهما على حوض النيل كمورد أساسي للمياه، دون التفكير في إيجاد مصادر بديلة للمياه عدى نهر النيل،تضع دوائر صنع القرار في مأزق خاصة بعد الإعلان عن بداية ملئ سد النهضة فواقع سد النهضة أصبح مفروضا على دول المصب واحتمالية تأثير المشروع على الأمن المائي لدول المصب واردة لا محال.