Résumé:
يتميز التاريخ الاجتماعي والسياسي لليبيا المعاصرة بالحضور المؤثر للقبيلة كمرجعية سوسيوثقافية رغم أنها كانت تتراوح بين الكمون تارة والظهور تارة أخرى، وتمثل في نفس الوقت هوية ضاغطة في بناء الدولة، لأنها غالبا ما كانت الهيكل الاجتماعي الأقدر على احتضان الأفراد والتحكم في مساراتهم السياسية قي ظل غياب مكونات مدنية أخرى للانتماء السياسي والمدني مثل الأحزاب السياسية، النقابات، الجمعيات والمجتمع المدني. وعلى الرغم من أنها اضطلعت في عهد الملك السنوسي بدور مهم في تحقيق التوازنات السياسية والاجتماعية في ليبيا، إلا أن توظيفها السلبي إبان فترة الجماهيرية في ظل سلطة معمر القذافي كأساس لضمان استمرار الحكم وتعزيز الولاء للقذافي، جعلها سببا أقرب لتعطيل مشروع بناء الدولة الليبية ما بعد الاستقلال، حتى أن تأثيرها السلبي ذلك استمر بعد الثورة الليبية كسبب جوهري في الانقسام الحاصل بين قبائل الشرق والغرب في تحديد شكل ومسار الدولة الليبية ما بعد القذافي. تهدف هذه الدراسة إلى تقدير دور القبيلة في مسار بناء الدولة الليبية ماضيا، حاضرا ومستقبلا