نسیم النفحات في ذكر جوانب من أخبار توات ومن دفن فیها من الأ ولیاء والصالحین والعلماء العاملین الثقات

Abstract

"نسیم النفحات في ذكر جوانب من أخبار توات" یُعدُّ المخطوط أحد أهم الآثار الكتابیة التي خلفها السلف للخلف، وتزید أهمیة المخطوط بالمضمون الذي یتناوله، إذ أن قیمة المخطوط غالبا ما تتحدد بقیمة موضوعه، والأمور التي توجد في مخطوط ما ولا توجد في غیره. وبین أیدینا الیوم مخطوط هام في تاریخ الج ا زئر یعرف ب" نسیم النفحات في ذكر جوانب من أخبار توات ومن دفن فیها من الأولیاء والصالحین والعلماء العاملین الثقات" لشهاب الدین أحمد الطاهر السباعي الحسني الإدریسي، یتناول هذا المخطوط حیثیات هامة وجوانب خفیة للحیاة الاجتماعیة والثقافیة التي كانت تسود منطقة "توات"، وهي منطقة تمتد على مساحة هامة جدا وتقع في الجنوب الغربي من القطر الج ا زئري؛ ما جعل سكان المنطقة على علاقة دائمة بمختلف الدول الحدودیة مع الج ا زئر، مثل "المغرب الأقصى" و"مالي" و"النیجر". ونحاول من خلال د ا رسة بسیطة للمخطوط، أن نرفع اللُّبس الذي قد یصادف المُطَّلِع على المخطوط في حلَّته الأوَّلیة، ونُجیب عن بعض التَّساؤلات التي قد تحیط بمعرفة صاحب المخطوط، مثل مولده ونشأته ومكانته العلمیة وشیوخه ومصنفاته. كما تحاول الد ا رسة التي بین أیدینا أن تحدد أهم ممی ا زت المخطوط من خلال الكلام على أهم خصائص المخطوط من الأسلوب إلى المضمون مرو ا ر بأهم المصادر والم ا رجع التي اعتمد علیها صاحب المخطوط في تصنیفه. أمَّا القسم الثاني مِن هذه المذكرة فقد خُصِّصَ لتحقیق المخطوط الذي بین أیدینا، وذلك لا یتأتى إلاَّ بالمقارنة بین نسخ المخطوط الثلاثة التي نعمل علیها، محاولین أن نبرز الخلاف الهام أو البیِّن بین مختلف نسخ المخطوط -إن وجد ذلك - كما نُلحق عملیة المقارنة بین نسخ المخطوط بتعلیقات وتنبیهات عن الأخطاء في حالة ثبوتها، ونعرِّف بالأماكن والشَّخصیات التي تحتاج إلى تعریفٍ، كما ننبِّه للمظان التي نقل منها صاحب المخطوط معلوماته، ومدى موافقته لما هو موجود في هذه المظان. 341 في الأخیر یمكن القول أن للمخطوط أهمیة كبرى تتجلى في المواضیع التي تناولها بالتأریخ لها، إذ أنه أرخ للعدید من علماء المنطقة وأش ا رفها، كما أرخ للحركة العلمیة التي كانت سائدة في المنطقة، ومدى تجاوبها مع تطلعات صاحب المخطوط. كما تحدث بدوره عن محاولات السلطات الفرنسیة أن تحتوي الثورة الج ا زئریة، وأن تفصل الصح ا رء عن القطر الج ا زئري، مبر ا ز الدور الذي لعبه هو في هذا الشأن، وكیف استطاع أن یفر من كید السلطات الفرنسیة له ولأق ا رنه من العلماء والأعیان. كما مثل المخط وط إلى حد ما ذلك الص ا رع بین المدرسة الإصلاحیة بقیادة الشیخ "ابن بادیس" والمدرسة الصوفیة الطریقیة بقیادة بعض مشایخ الطرق الصوفیة.