العملة في المغرب الإسلامي على عھد الحفصیین والمرینیین والزیانیین (ق 7 - 9ھ/ 13 - 15 م)

Abstract

شهدت بلاد المغرب الإسلامي العدید من التطورات الحاسمة التي مست جمیع جوانب الحیاة سواء كانت سیاسیة أو اقتصادیة أو عسكریة كان لها الأثر الكبیر في تاریخه بعد ذلك، حیث أدت في الكثیر من الأحیان إلى تغییر الخارطة السیاسیة له، وذلك بسقوط دول وقیام أخرى تكون تارة تحت رایتها الخاصة وتارة تحت رایة موحدة مثل ما كان علیة الحال على عهد الموحدین، الذین نجحوا في توحید أقطاره تحت سلطة مستقلة عن المشرق، لكنها لم تستطع الصمود أمام المرض الذي نخر جسدها، في هذه الأثناء استغل الحفصیون ضعف الدولة المؤمنیة وأعلنوا انفصالهم عنها سنة ( 625 ه / 1277 م) و أسسوا دولتهم بالمغرب الأدنى، بالمثل فعل بنو مرین إذ أقاموا دولتهم بالمغرب الأقصى ، فیما نتج عن هذا الانقسام تأسیس بني عبد الواد للدولة الزیانیة بالمغرب الأوسط. لم تقتصر هذه التطورات على الجانب السیاسي فقط بل تعدته لتمس أیضا النظام النقدي بمختلف أنواعه ( الدنانیر، الدراهم والفلوس) من حیث الشكل والمضمون والوزن، فقد عملت كل دویلة من هذه الدویلات الثلاث على تقویة اقتصادها والذي كان یقوم أساسا على قوة نقدها متبعین في ذلك نظام الموحدین، فقامت كل واحدة منها بسك عملة لها تحمل هویتها الخاصة، هذه العملات انعكاسا واضحا لما كانت تعیشه تلك الدولة من أحداث سیاسیة اقتصادیة واجتماعیة، والتي سوف نحاول دراستها في موضوع بحثنا هذا الذي یدور فحواه حول السكة في المغرب على عهد الدویلات الثلاث الحفصیة والزیانیة والمرینیة خلال 15 م). - الفترة مابین القرن السابع والتاسع الهجریین ( 13 ولما كان مصیر الأمم مرهون بما تمتلكه من قوة اقتصادیة تساعدها على الصمود أمام عادیات وفواجع ونكبات الزمن، كان لموضوعنا أهمیة تكمن في تسلیط الضوء على أهم ركیزة یقوم علیها الإقتصاد ألا وهي العملة (النقود) هذه الأخرة التي تعتبر مظهرا من مظاهر سلطة الخلیفة أو السلطان أو الحاكم إلى جانب كونها وثائق رسمیة لا یمكن الطعن فیها، و مصدرا هاما من مصادر التاریخ تساعد على استنباط الحقائق التاریخیة، هذا إضافة إلى أنها مرآة عاكسة لعصرها، فهي بكل ما تحمله من طرق سكها ومعدنها وشكلها إضافة إلى

مختلف النقوش والكتابات التي زینت بها تعتبر لسانا ناطقا معبرا عن واقع معاش بكل جوانبه السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والدینیة.