دور الحوار الفكري في الفضاءات العلمية والبيداغوجية في ترقية المعرفة العلمية مقاربة سوسيولوجية لمعوقات الحوار التعصب الفكري نموذجا

Abstract

تتمحور الفكرة الأساسية لهذه الأطروحة، في أن الحوار الفكري الأكاديمي يشكل على الأقل في نظرنا، وضعا يستدعي القيام ببحوث جادة ومعمقة، تعتمد على رؤى وأساليب ومنهجيات جديدة تكون قادرة على القيام بمواجهة موضوعية نقدية للوضع المضطرب والمترهل الذي يتميز به الحوار الفكري في الوقت ال ا رهن، على امتداد الوطن العربي بوجه عام وفي الج ا زئر بوجه خاص، بغرض إعادة توجيه بوصلته نحو تفعيله وتطوي ره، نظ ا ر لأهميته ودوره في تطوير وترقية المعرفة العلمية .لقد تبين لنا من خلال ق ا رءاتنا لمقاربات مختلفة لموضوع الحوار وكيف ساهم هذا الأخير ، بطريقة مباشرة وغير مباشرة في تشكل ظواهر وممارسات ما لبثت أن تحولت إلى معوقات فكرية تعترض طريق الباحث الأكاديمي لممارسة الحوار الفكري وفقا للقواعد والأسس العلمية للحوار، أبرزها ظاهرة " التعصب الفكري" ، الذي انعكس على تطور المعرفة العلمية وخاصة المعرفة السوسيولوجية. من هذا المنظور حاولت الباحثة تحديد عدد من الأهداف تبدو لها كفيلة بتشخيص الوضع الحالي واستش ا رف مستقبل الحوار الفكري نذكر منها على وجه التحديد: - التعرف على واقع المعرفة السوسيولوجية في الفضاءات العلمية والأكاديمية، من خلال تحليل لبعض المؤش ا رت - الكشف عن تأثير التعصب الفكري على تطور المعرفة السوسيولوجية - اب ا رز قيمة وأهمية الحوار الفكري في ترقية المعرفة السوسيولوجية - التعرف على معوقات الحوار بالتركيز على التعصب الفكري كنموذج وقد تمكنت الباحثة من صياغة إشكالية بحثها في شكل سؤال رئيسي على النحو التالي: إلى أي حد يؤثر التعصب الفكري لدى الباحث الاجتماعي في ترقية المعرفة العلمية في حقل العلوم الاجتماعية؟ ولتسهيل عملية الإجابة عن هذا السؤال حاولت الباحثة تفكيك هذا السؤال إلى أسئلة فرعية على النحو الآتي: -1 ماهي البنية النفس-اجتماعية، والمعرفية للأستاذ الجامعي المحددة لممارساته الحوارية الفكرية في الفضاء الجامعي؟ -2 هل واقع الممارسة السوسيولوجية في الفضاءات الجامعية تنبئ بنمو وتطور روح الحوار البناء؟ -3 كيف يؤثر التعصب الفكري في ترقية البحث العلمي السوسيولوجي؟ -4 هل يساهم الحوار الفكري في التخفيف من حدة التعصب في مجال البحث السوسيولوجي؟ ولإنجاز هذه الد ا رسة، استخدمنا المنهجين الكيفي المتمثل أساسا في منهج التحليل النقدي، والمنهج الكمي كمنهج مساعد، وقد استخدمت الباحثة أسلوب الحوار في كل مناسبة تمكنها من اللقاء بأساتذة ذوي خبرة ورصيد كبيرين في مجال البحث العلمي، سواء على المستوى الوطني أو العربي، والإسلامي، وهذا الحوار شمل العديد من الأسئلة التي تمحورت حول موضوع الد ا رسة. فكان من بين النتائج الأساسية التي توصلت إليه الد ا رسة: - هناك عوامل عديدة ساهمت في عدم الارتقاء بالبحث العلمي إلى مستويات أفضل )عوامل مادية، إدارية، سياسية، ثقافية( - التسليم المطلق بنتيجة المعارف التي يتوصل إليها الآخر، فهي عبارة عن يقينيات ومسلمات تطبق بأعين وأذان وفكر مغلق دون وضع هذه المعرفة للتحليل والنقد والفحص المعمق، وكأن الفكر العربي غير قادر على إنتاج واعادة إنتاج معارف جديدة. - أصبح المفكر العربي يوصف بما يمكن أن نطلق عليه )مجا ا ز( ب"الوهن الفكري"، لأن كل ما يريده من معارف موجود وخاصة مع تطور حركة الترجمة منذ مطلع القرن الحالي، وكذلك ما توفره وسائل الاتصال الجديدة من معارف شبه جاهزة. - نفتقد إلى وجود جماعات علمية حقيقية وليست إسمية تعمل بروح الفريق. - تمكن الفكر التعصبي من السيطرة على النخب العربية، الذي أخذ مظاهر مختلفة، كعدم تقبل النقد والدفاع عن الآ ا رء والأفكار بطرق خاطئة وأساليب لا تعبر عن قيمة هذه النخب. - تمسكهم بإيديولوجيات )سياسية ودينية وثقافية(، مما جعلته رهينة لهذه القناعات، وكذلك رهينة لمصالح شخصية ضيقة، فكانت هذه الأخيرة موجها ومنتجا للمعرفة العلمية السوسيولوجية.