لمحة تاريخية حول تطور مناهج علم النفس المرضي

Abstract

قد يجد الباحث في علم النفس المرضي عدة دراسات ونظريات تهتم بالاضطرابات النفسية، ولكننا نلاحظ بأنه خلال القرن 20م ونهاية القرن 19م أخذ المرض النفسي معناه العلمي الحقيقي، وقبل هذه المرحلة فإن معرفته كانت إما فلسفية خرافية أو اعتقادية دينية، وقد نجد في تطور مناهج علم النفس المرضي تظافر وتداخل عدة معطيات قد ساهمت بمرور الزمن في تطوره كعلم حقيقي له اتجاهه ومنهجه. ونهدف من خلال هذه المداخلة إلى التعرف بالتطور التاريخي لعلم النفس المرضي، وإذا أردنا معرفة هذا التطور فإننا نلاحظ وجود ثلاثة مراحل أساسية: 1- المرحلة الكلاسيكية الأولى: وتبدأ هذه المرحلة مع الطبيب المعروف Pinel الذي يتميز بالاتجاه الأخلاقي الانساني النزعة وكان يعتمد على الملاحظة الدقيقة في تأسيس الجانب الاكلينيكي، تميزت إذن هذه المرحلة بالتركيز أكثر على الأعراض وتطور المرض وخاصة الجانب النيرولوجي العضوي ولهذا فإن الاهتمام كان منصبا خاصة على أمراض الدهان. 2- المرحلة الكلاسيكية الثانية: تزعم هذه النظرية بيار جانيPierre Janet بتأسيسه لنظرية الوهن النفسي، وتشير نظريته بأن التشخيص وعلاج الأعراض العصابية تعتمد على المرجع النيرولوجي النفسي وهذا يعتبر منهج جديد لدراسة الاضطرابات النفسية. 3- المنهج التحليلي: برزت في الوقت نفسه فلسفة علم النفس التحليلي الذي يبين بوضوح بأن للمرض النفسي خفايا تمكننا من إظهار دور العناصر الغريزية العاطفية في تكوين ونشأت المرض النفسي وهذا يعتبر تحول محوري بدون منازع في تطور معارف علم النفس المرضي وتزعم هذا المنهج الانفعالي الاستبطاني طبيب آخر يدعى فرويد Freud .