أهمية العناقيد الصناعية في تحسين تنافسية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة

Abstract

لقد تبين أن إهمال الدول التامية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة هو سبب من أسباب اتساع الفجوة بين حركية النشاط الإقتصادي لمساهمتها الفعالة في تشغيل عدد معتبر من اليد العاملة وبالتالي الحد من مشكل البطالة ، وكذا مساهمتها في زيادة الناتج المحلي ، فإن الأمر هو عكسذلك في الدول التي تعرف تحول في اقتصادياتها ، إذا لم تبلغ هذه الأهمية. والجزائر التي اعتمدت في بداية مشوارها التنموي ،أي بعد الإستقلال مباشرة ، على نموذج الصناعات المصنعة الذي أعتبر كنتيجة حتمية لقناعات إيديولوجية عكست بوضوح النظام الإقتصادي السائد آنذاك ، حيث ساهم هذا التوجه بطريقة مباشرة في تهميش هذا النوع من المؤسسات طيلة فترة زمنية طويلة ، امتدت حتى أواخر الثمانينات ، ومع بداية التسعينات وتزامنا مع برامج الإصلاح الإقتصادية ، بدأت الرؤى تتغير ، وبدأ الإهتمام يزداد شيئا فشيئا بهذه المؤسسات ، فتم إرساء القواعد السياسية والقانونية التي اعتبرت كقاعدة أساسية للنهوض بهذا النوع من المؤسسات ، حيث تم وضع خطوط عريظة لإستراتيجية تنموية تتمحور أساسا حول تطوير وترقية قطاع المؤسسات الصغيرة والمتوسطة . ومن أجل تطوير وتعزيز هذه المؤسسات ، تتبنى العديد من الدول إستراتيجية " العناقيد الصناعية " كأحسن أداة لتعزيز القدرات الإنتاجية والتنافسية لهذه الشريحة من المؤسسات. هذه الإستراتيجية ستعمل على تحقيق اقتصاديات الحجم تسمح للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة بإمكانية استخدام تكنولوجيا متطورة أو خفض تكاليف الإنتاج بالإضافة إلى رفع جودة وتنافسية المنتجات النهائية.