دور الوكالة الدولية للطاقة الذرية في إدارة مسألة الانتشار النووي لفترة ما بعد الحرب الباردة 2015 - البرنامج النووي الإيراني نموذجا 200

Abstract

تعد المسائل المتعلقة بالانتشار النووي، الأكثر جدلا والأشد تعقیدا على الساحة الدولیة، بما تحمله من تناقضات، وما تفرزه من تداعیات، ولا طالما كانت من بین المحددات الرئیسیة في قیاس وزن الدول، ومعرفة مجال تموقعها بین غیرها، والإنتشار النووي كغیره من المفاهیم الأخرى له أبعاد ومستویات، حیث یتعلق في جانبه الأول بالبعدین الرئیسیین السلمي والعسكري، وٕان كان هذا الأخیر من یطرح تقریبا جل إشكالات الانتشار، في حین یتعلق الثاني بالمستوى الأفقي والعمودي. ثم إن الأهمیة البالغة التي یحظى بها هذا الموضوع ودرجة خطورته، ساهمت في إیجاد مؤسسات دولیة ناظمة، كان للوكالة الدولیة للطاقة الذریة الحظ الأوفر فیها، بكل ما قدمته من آلیات للتحكم في أبعاده، والرقابة على حیثیاته، بل والعمل قدر الإمكان على وضع حدود لإنتشاره، تمثلت في ثلاث محاور كبرى تتعلق خاصة بنظام الضمانات النوویة، وٕاجراءات الأمن والسلامة النوویة، وتعزیز القدرات النوویة السلمیة. ویعد البرنامج النووي الإیراني حالة متفردة على المستوى الدولي، سمح للوكالة الدولیة للطاقة الذریة باختبار كل آلیاتها، منذ الانكشاف الدولي الأول على أزمة البرنامج سنة 2002 ، وما تخللها من أحداث ومفاوضات، أفضت إلى الإتفاق على صیغة دولیة مشتركة، عرفت بإتفاق الإطار غیرت مسار البرنامج وفتحت المجال أكثر للتركیز على البعد السلمي للانتشار النووي، والاعتراف بحق الدول الطبیعي في الاستخدامات النوویة السلمیة لدفع عجلة التنمیة فیها