الزوايا الرحمانية والمقاومة الوطنية 1830-1871م

Abstract

منذ دخول الاستعمار الفرنسي إلى الجزائر في سنة 1830 .بدأت فرنسا بانتهاج سیاستها المتمثلة في تطبیق القوانین العسكریة والسیاسیة والإداریة الجائرة. حیث كانت تهدف من وراء ذلك إلى تغلیب عنصر المعمرین على الأهالي الجزائریین. وا ٕ عطائهم امتیازات مختلفة في الجزائر على حساب الأهالي، إضافة إلى نزع الأراضي من ملاكها، فلم یتقبل الجزائریین هذا النظام الاستعماري الجائر الذي یجعلهم غرباء في وطنهم، فكان رد فعلهم بالرفض الكامل والمقاومة التي اتخذت أشكالا مختلفة. تراوحت بین المواجهة العسكریة المباشرة والثورات الشعبیة. وغیر المباشرة التي تمثلت في المقاومة الروحیة من خلال المساجد والكتاتیب العربیة والزوایا. والتي كانت قلاع روحیة حصینة ضد الغزو الصلیبي الهمجي للجزائر. وكان دور هذه الأخیرة هو تحفیظ القرآن الكریم والتمسك بالدین الإسلامي والمحافظة على مقومات الجزائریة. وبالتالي كان شكل من أشكال المقاومة ورفض سیاسة فرنسا المتمثلة في طمس اللغة العربیة والثقافة الإسلامیة، فتعددت الزوایا في الجزائر في تلك الفترة وتعددت أهدافها وبالتالي فإن موضوع المقاومة الوطنیة والزوایا الرحمانیة من المواضیع المهمة، إذ أن كل من المقاومات الشعبیة والزوایا الرحمانیة كان لها دور كبیر في التحدي لسیاسة العدو، وعدم الرضوخ له، ورغم أن الثورات الشعبیة كانت عشوائیة ولا تتوفر على وسائل كافیة إلا أنها عبرت عن رفضها للوجود الفرنسي عن طریق خوضها للمعارك والتي سوف نقف عندها في هذا البحث