الخليفة المستعصم باالله و سقوط بغداد 640-656ه/1242-1258م

Abstract

قامت الخلافة العباسیة، بعدما أخذت مقالید الحكم من الأمویین و كان أول خلیفة عباسي هو أبو العباس عبد االله بن محمد بن علي (132-136ه/749 -753م)، ثم بدأ نفوذهم یزداد، وأخذوا في الاتساع، و كان ذلك یتماشى مع توالي الخلفاء العباسیین علیها كما أقاموا عاصمة جدیدة لخلافتهم هي العاصمة بغداد التي بناها الخلیفة أبو جعفر ا في ذلك أربعة سنوات مذ ً المنصور مستغرق 145-149ه/762-766م، واستطاعت هذه العاصمة أن تصبح بعد ذلك حاضرة الدنیا، و أعظم المدن العربیة الاسلامیة. إلا أن الظروف التي توالت على الخلافة، أدت إلى سقوطها ا ً ، بدء بانحر اف العباسیین عن الأمویین،في عدم إعتمادهم على العرب، بل اعتمدوا أولا على العنصر الفارسي، كونهم الذین سلموا لهم مقالید الحكم في إدارة أمور الدولة، ثم لجأوا إلى العنصر التركي، ثم البوهیین الذین استولوا على بغداد في 334ه/945م، و بعدهم السلاجقة الذین دخلوا بغداد في 447ه/1055م ، إذ لم یبقى لهم في عهدهم من نفوذ سوى ذكر اسمهم في الخطبة و نقشه على السكة فقط. و ظل الحال كذلك إلى غایة آخر خلیفة عباسي المستعصم باالله (640- (م1258-1242/ه656 ُ ، الذي عرف بسوء تدبیره، و قلة معرفته بأمور الخلافة، و ضعف شخصیته ما جعل أكابر الدولة یتقلدون زمام الأمور منه، و اكتفى هو بالسلطة الاسمیة مقدمة ب فقط، فتلك الظروف إضافة إلى أخرى داخلیة و خارجیة، أوقعت بالإسلام والمسلمین، و عجلت نهایة الخلافة العباسیة و سقوط عاصمتهم ، على ید المغول. فما ان انبثق فجر القرن السابع الهجري الموافق للثالث عشر المیلادي، إلا و كان الشرق الاسلامي یستقبل تلك الجیوش المغولیة الجرارة، المندفعة نحوه من شمال آسیا الشرقي، بقیادة زعیمهم الأول جنكیز خان ومن ثم أبناءه و أحفاده ،وقد كان غزوا عنیفا إذ أنهم كانوا مدفوعین بكامل حماسهم واثقین من أنفسهم و من قدرة جیوشهم، زارعین الفزع و الهلع في نفوس المسلمین، بدءوا الهجوم على الدولة الخوارزمیة، أكبر الدول الإسلامیة و أقواها، فكانت تلك نقطة انطلاق لهم نحو دول العالم الإسلامي و استطاعوا في فترة وجیزة أن یغزونها، رغم ما كانت علیه من درجة الحضارة و المدنیة، وصولا إلى العاصمة بغداد متمكنین منها هي الأخرى سنة 656ه/1258م ، بقیادة زعیمهم هولاكوخان مبعوث الحاكم الأعظم منكوقان