دور تــــكويـــن الــمورد الــبشري فــــــــــي تـــعزيز الـــــقدرة عـــلى الــــتغيير الــــتنظيمي فـــــــــي المــــؤسســـــة - دراســــة مــــيدانــية بمجمع عــمر بــــن عــــمر-

Abstract

يُشكّل التغيير التنظيمي محوراً أساسيًّا في سياق بيئة الأعمال الحالية، حيث يُعد آلية فعالة لتحسين الأداء ومواجهة التحولات السريعة والمفاجئة المُفرزة على الصعيد الاقتصادي العالمي، مع الحفاظ على الموقع التنافسي للمؤسسة. من هذا المسعى، تأتي هذه الدراسة في محاولة إلى لفت الأنظار بتسليط الضوء على أهمية تكوين المورد البشري في تعزيز القدرة على إحداث التغيير التنظيمي داخل المؤسسات الاقتصادية الجزائرية، وبالتالي الوقوف على العلاقة بين التكوين والتغيير التنظيمي،ومدى تأثير كلٌ منهما على الآخر.ولتحقيق الأهداف المرجوة من الدراسة واختبار جملة الفرضيات الموضوعة، تم الاعتماد على مصادر بيانات أولية وثانوية،واستخدامالمنهج الوصفي التحليلي، ومن ثم تطبيقالبرنامج الإحصائي(SPSSV27.0) لتحليل البيانات التي تم تجمعيها بالاعتماد على استبيّان تم إعداده وتوزيعه على عينة شملت 360 موظفًا وموظفة ممن استفادوا من الدورات التكوينية في مجمع عمر بن عمر، كونهأحد المؤسسات الاقتصادية الرائدة في مجال الصناعة الغذائية بالجزائر. قدمت هذه الدراسة إطاراً نظرياً وميدانيًّا يُبرزالأهمية الاستراتيجية لتطوير الموارد البشرية كعنصر أساسي لنجاح المؤسسات في ظل التحديات المتزايدة، وقد أسفرت عن نتائج هامة تؤكد على أهمية التكوين في تعزيز قدرة المؤسسات على التغيير التنظيمي، حيثتبيّن أنّالمراحل الأساسية لعملية التكوين بما فيها تحديد الاحتياجات، التصميم، التنفيذ، التقييم والمتابعة،ترتبط بشكل وثيق بفعالية تنفيذ عمليات التغيير ضمن مختلف المجالات. كما أوصت الدراسة بضرورة تحسين عملية التكوين عبرالتحديد الدقيق للاحتياجات التكوينية وتصميم برامج تكوينية مخصصة تتوافق مع أهداف التغيير التنظيمي، بالإضافة إلى إجراء تقييم دوري لهذه البرامج لضمان فعاليتها في تحسين أداء الموظفين وتعزيز قدرتهم على التكيف مع التغييرات. كذلك، توصي باستحداث إدارة تُعنى بمسؤولية تخطيط وتنفيذ برامج التغيير، مما يضمن استمرارية المرونة والتطوّر.