التعاون الدولي لتحقيق الأمن الغذائي العالمي: دراسة حالة العالم العربي

Abstract

لقد عرف الأمن الغذائي العالمي العديد من التقلبات التي أفرزتها المتغيرات التي تحيط بعملية الإنتاج الغذائي، ماأثر سلبا على الأبعاد الرئيسية للأمن الغذائي، والمتعلقة بتوفير الغذاء، والقدرة على الحصول عليه، وإستخدامه والإستفادة منه، حيث لم يعد الإنتاج الكمي وحده يكفي لمواجهة حالات إنعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية، بل تعدته لمفاهيم أخرى تتعلق بسلامة وجودة الغذاء وتبني الأنظمة الغذائية الصحية، وهي المقاربات التي تتبنها العولمة عن طريق آليات المنظمات الدولية على غرار منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، والتي تعمل على حوكمة الغذاء من خلال برامج ومشاريع تهدف لتصحيح الوضع الغذائي العالمي، ولكن ضمن مشروطيات قد تتعارض ومقومات الدول الوطنية خاصة في الدول النامية ومن بينها العربية، والتي تتميز بإرتفاع مؤشرات الفقر والجوع، حيث تعاني المنطقة العربية من تمدد كبير في حجم الفجوات الغذائية، أسهب في إنعدام الأمن الغذائي وإنكشافه في العديد من المناطق، وهو مازاد سوءا خلال جائحة كوفيد19، والأزمة الأوكرانية الروسية، حيث تضررت الواردات العربية من الحبوب والتي تعد غذاءا إستراتيجيا في المنطقة العربية، ماأثر على قدرة المواطن العربي في الحصول على الغذاء في ظل تقلبات أسعار سوق الغذاء العالمية، وهوما يضع المنطقة العربية في تحد كبير لتحقيق الأمن الغذائي، خاصة مع هشاشة البنى الإقتصادية، وتدهور الأراضي الزراعية بسبب قلة الموارد المائية، وإرتفاع درجات الحرارة أو إنخفاضها بفعل التغيرات المناخية، والتزايد الكبير في نسب السكان والذي يتناسب عكسا مع الإنتاج الغذائي، وكذا ضعف البنى الفنية والتكنولوجية، وخاصة البنية الرقمية التي تعيق إستخدام تقنيات الزراعة الذكية كأسلوب من الأساليب الزراعية الحديثة، والتي ترتكز على قدرات فنية عالية كتقنيات الذكاء الإصطناعي، في حين أن العديد من الدول العربية مزالت في مرحلة التحول الرقمي.