خطاب الصَّمت في روايات أمل بوشارب

Abstract

شكل خطاب الصَّمت في السرديات النسويّة اشكاليّة سوسيو ثقافية، وطارئا هامشيا أمام مركزية الكلام، ومحددا ثقافيا يتصلبـــــصمت النساء، فبفعل كتابة الصَّمت والتمثيلات الواعية للوجود والذات، استطاعت الكاتبة الجزائرية استدعاء هزائمية الهامشي والمكبوت المتراكم لفهم شدة العداء الاجتماعي الموجه نحو المرأة، ومحاولة تقويمه، وتفكيك تلك الاشتباكات الثقافيّة بين المهمش والمركز، كما سعت إلى تعرية القلق الأنثويّ، والكشف عن عذرية كلماته، لتصير الكتابة صوت من لا صوت له، لذلك حفلت الكثير من النصوص النسوية الجزائرية بخطابات الصّمت، تأسيسا لنسق مقاوم لعوائق الاستفحال المحصنة، متمرد على النسق اللّسانيّ المستهلك في السّرد، كما تجاوز الرقيب المتلبس به. حفرت أنثى ما بعد الحداثة في عوالم الصَّمت والمسكوت عنه لتفكيك فضاءات البراديغم الذكوريّ، وتصنيفات الجندريّ المُستفحل، وقد انتفضت المرأة/ أمل بوشارب من خلال الكتابة لفضح صور التغييب وممارسات الإقصاء وتعرية فعل التصميت الثقافيّ في مجتمعات المركز السالب. وفي سياق تأويل النص الصامت/صمت الكتابة، أضحى القارئ النموذجيّ بفعل نشاطه التّعاضديّ قادرا على تفكيك شيفرات الصَّمت ورموزه لتبين مقاصده ومراميه الخفيّة، لذا حاولنا أنّ نرصد كشوفات النسق الصامت في المدونات المختارة، باعتباره آلية خطابيّة تنسجم مع أنساق المنطوق به، وقد تجلى الصَّمت عند أمل بوشارب بشكل مكثف استدعى هذه الدّراسة، إذ حفلت ثلاثيتها( سكرات نجمة، ثابت الظلمة، في البدء كانت الكلمة)بـــــــــــ "خطابات الصّمت"، ولاريب أنّ البحث جاء ليؤكد كيفيات احتفاء أمل بوشارب بخطابات الجسد كدوال صامتة، والمسكوت عنه كمضمر، ومحاولة فهم طرق تفكيكها لفعل التصميت الثقافي وخطابات الهامشي في مدونتها الروائية.