الجزائر وصراع الحرب الباردة 1949-1962م

Abstract

تدرس هذه الأطروحة بعنوان "الجزائر وصراع الحرب الباردة 1949-1962" مكانة الجزائر ضمن أبجديات هذا الصراع خلال الفترة المذكورة، ضمن قالب علمي تاريخي وبمصادر ومراجع متنوعة باللغات الثلاث العربية والفرنسية والانجليزية، حيث وضحت جذور ارتباط الجزائر بالحرب الباردة، عبر دمجها في معاهدة منظمة شمال الأطلسي بتاريخ 4 أفريل سنة 1949، ومواقف القوى الوطنية من هذا الأمر. كما أظهر هذا العمل الظروف الإقليمية والدولية عشية اندلاع الثورة التحريرية، وسياسات جبهة التحرير الوطني اتجاه الصراع الدولي، ومواقف دول المعسكرين منها، إضافة إلى دعم الدول الشقيقة والصديقة في المجالين العربي والآفروآسيوي للثورة، مما مكن الجبهة من تجاوز آثار الحرب الباردة بفضل عملها الدبلوماسي و العسكري المتزامنين بشكل جعلها توصل القضية الجزائرية إلى العالمية. بين هذا العمل كذلك، مكانة الحرب الباردة في السياسات الفرنسية ضد الثورة الجزائرية، لاسيما الدعم السياسي والاقتصادي والعسكري لحلف شمال الأطلسي ودوله لفرنسا في هذا الجانب، ومكانة هذه السياسات في التأثير على توجهات الكتلة الغربية ككل، خصوصا في تعاملها مع أزمات الحرب الباردة وعلى مستوى هيئة الأمم المتحدة، وتجاوز جبهة التحرير لكل هذه التحديات بنجاح. وقد مكنت هذه النجاحات الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية عشية الاستقلال من فرض نفسها بسلطة الأمر الواقع على العالم أجمع، مستغلة التوازنات الدولية ودعم الدول الآفروآسيوية ثم دول عدم الانحياز والدول الاشتراكية، سياسيا، دبلوماسيا وعسكريا، ومنحتها القوة للنجاح في المفاوضات مع المستعمر خلال محادثات ايفيان، فضمنت بذلك الوحدة الترابية للجزائر واسترجاع سيادتها الوطنية، ووضع القاعدة المتينة للسياسة الخارجية للدولة الجزائرية المستقلة المناهضة للاستعمار والمنادية بحق حرية الشعوب واستقلالها.