قبيلة النمامشة من الاحتلال الى منتصف القرن العشرين

Abstract

إن موضوع بحثنا المعنون بـ: "قبيلة النمامشة من الإحتلال إلى منتصف القرن العشرين" يمثل حقلا تاريخيا خصيبا يسمح بإنارة جانب مهم من التاريخ الإجتماعي للجزائر وهو تاريخ القبيلة والبداوة والقبائل البدوية والتحولات التي جرت عليها خلال الفترة الإستعمارية, باعتبار القبيلة مكون أساسي للمجتمع الجزائري شهد كثافة تكسير من خلال سياسات الاستعمار. وبذلك يركز البحث على نموذج مونوغرافي هو قبيلة النمامشة دارسين مختلف جوانب التحولات التي جرت عليها, سواء بناؤها الاقتصادي الرعوي كبناء أساسي داخل نمط البداوة ومكملاته التجارة والحرف والحرابة, أو من خلال دخول عناصر جديدة خلال الفترة الاستعمارية أهمها النشاط الزراعي, أو من خلال التحولات الاجتماعية. وبغية تلمس فعلي للتحولات يمتد الإطار الزمني للبحث على فترة منذ الاحتلال الفرنسي للجزائر وحوز تبسة إلى غاية منتصف القرن العشرين حيث يمثل التاريخ الأول حدثا مهما فسمح المجال أمام مرحلة جديدة بسياساتها على القبيلة, ويمثل تاريخ منتصف القرن العشرين تاريخ نهاية المرحلة الاستعمارية ومحصلة سياساتها حيث تبدأ بعد الثورة التحريرية والاستقلال سياسات مغايرة ومعه مجتمع جديد الملامح. إن موضوع قبيلة النمامشة من الاحتلال إلى منتصف القرن العشرين يثير تساؤلات أساسية: إلى أي مدى حفظت القبيلة وجودها من خلال حفاظها على نمط البداوة؟ ماهي التحولات التي جرت على النمط البدوي ومحدداته الأساسية في القبيلة؟, كيف يمكن أن نتلمس ونقيس أثر واقع سياسات فرنسية على القبيلة خلال القرن التاسع عشر والعشرون من خلال تتبع التحولات على العناصر والمحددات المكونة لنمط البداوة والقبيلة؟ ومتبنين نموذج تحليل على أساس مفهوم نمط البداوة فإن الإجابة على الإشكالية المطروحة إعتمد على خطة عمل تحوي مقدمة ومدخل عام وثلاث فصول, يدرس الفصل الأول البنية الرعوية في القبيلة, والفصل الثاني الزراعة والبداوة والنشاطات المكملة لنمط البداوة, أما الفصل الثالث فيتناول التحولات الاجتماعية للقبيلة. ويخلص البحث إلى الدفاع عن أطروحتنا وتصورنا النظري في أنه رغم دخول عناصر جديدة على القبيلة وبنائها الاقتصاديوالاجتماعي خلال المرحلة الاستعمارية الفرنسية إلا أن البداوة حفظت إستمرار القبيلة دون كسر لبنياتها رغم حدوث تحولات, دليلها بروز القبيلة في الحدث التأسيسي 1954 من خلال أوراس–النمامشة.