فلسفة التسامح عند ابن عربي

Abstract

أصبحت قيمة التسامح باعتبارها قيمة أخلاقية بالدرجة الأولى من بين الأكثر حضو ا ر في الفكر المعاصر تحليلا وتأصيلا ودعوة لتفعيلها على مستوى السلوك الفردي والجماعي سواء على مستوى المجتمع الواحد بين فئاته، او بين المجتمعات المختلفة عرقيا ولغويا ودينيا. ويعود هذا الاهتمام بهذه القيمة الى غلبة الواقع الذي نعيشه في وقتنا المعاصر، وما أصبح يشوبه من مضادات التسامح كالتعصب، والعنصرية، والتعدي على حقوق الغير في الحرية والك ا رمة والمساواة وغيرها. لكن بالعودة لت ا رثنا الإسلامي اولحضاري، نجد في التصوف الإسلامي العديد من الدلالات والقيم التي تؤكد على بعد التسامح والتالف بين البشر في جميع المجالات، غير ان الدلالة الاصطلاحية للمفهوم في النص الق آ رني، لا تؤكد على مفهوم التسامح بل مصطلح العفو، وذلك امتثالا لقوله تعالى: ) فاصفح الصفح الجميل (سورة الحجر، الآية 58 ، وهذا ما أكد عليه الصوفية حيث كان العفو والتسامح نهجا لحياتهم وخلقا من اخلاقهم فيما بينهم، وادبا من آدابهم مع غيرهم، وترك تأنيبهم عليها. فان ابن عربي في كل مؤلفاته يدعو الى احت ا رم الانسان والأديان لأنها في جوهرها حقيقة واحدة