العلاقات التجارية عبر الحدود عصر الحروب الصليبية خلال القرون 5-7هـ/11-13م

Abstract

تعد الحركة الصّليبية من أبرز مظاهر الصّراع بين الشرق والغرب في العصور الوسطى، فقد جاء الصّليبيون للشرق تحت غطاء الدّين لتحقيق أهداف استيطانية في بلادالشام، في وقت كانت فيه البلاد الإسلامية تعاني من الانقسام والفرقة ما سمح للصّليبيين لأن يؤسسوا ثلاث إمارات صليبية: الرّهاوأنطاكيةوطرابلس ومملكة بيت المقدس. وطوال قرنين من الزّمان وفي خضم هذه الحروب والصّراعات نشأت قنوات للتّفاهم والتّقارب عدا لغة السيوف والحراب وهو ما تؤكده المصادر التّاريخية، فلم يكن الغزو الصّليبي نابع من الحماسة الدّينية واسترجاع الأماكن المقدسة فحسب؛ بل كانت له دوافع أخرى اقتصادية تجارية. لذلك تأتي أهمية هذا الموضوع الموسوم ب: العلاقات التجارية عبر الحدود عصر الحروب الصليبية خلال القرون 5-7ه /11-13م، لإلقاء الضوء على جانب مهم من العلاقات التي سادت بين الطرّفين، بدءًا بالظّروف التي هيأت لقيام العلاقات التّجارية بين المسلمين والصّليبيين عبر الحدود ، وتوضيح أهمية السّلم في دفع الحركة التّجارية وسعي كِلا الطرفين لإبرام هدن ومعاهدات تحوي في طيّاتها بنود تخص التّجار، وإبراز أنماط المعاملات التّجارية عبر الحدود البرّية والبحرية، وكل ما يتعلق بهما من إجراءات، وفي الأخير حاولت تبيان الأثر الذي نتج عن هذه العلاقات التّجارية .